منذ الإجتماع الرئاسي الثلاثي في قصر بعبدا ، والذي جميع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ، ولبنان منشغل بملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بينه وبين الإحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني .
هذه القضية المهمة باتت أولوية اللبنانيين ، حتى أنها أنستهم معضلة تشكيل الحكومة ومرسوم التجنيس ، ليبدأ الحديث في البلد عن العرض الإسرائيلي للبنان لترسيم الحدود خصوصاً في مزارع شبعا .
تلقى الرئيس نبيه بري العرض ، وأعلن تفاؤله بإيجاد حل لهذه الأزمة ، وقبوله بمفاوضات لكن شريطة أن تكون برعاية الأمم المتحدة وتحت علمها في الناقورة .
وبري يعبّر من خلال هذا الموقف عن شبه إجماع وطني ، وهي من أبرز القضايا التي حقّقت إجماعاً حتى الآن ، كون لبنان بحاجة إلى التسريع في البدء بالتنقيب عن النفط لإنتشال إقتصاده من الركود.
لكن بعض المراقبين تفاجأوا بغياب أي موقف حقيقي وعلني ل " حزب الله " حول القضية ، فهو لم يُعلّق بوضوح حتى الآن عن الموضوع .
إقرأ أيضا : لحود: طرح اميركا التفاوض بين لبنان واسرائيل بشأن الحدود يعد مناورة خطرة
بالأمس صدر موقف للنائب جميل السيد غردّه عبر حسابه في تويتر وجاء فيه "إذا قبل لبنان بالوساطة أميركية لترسيم الحدود برا وبحرا بين لبنان واسرائيل بما فيها مزارع شبعا، فسيعني حكما أنه يشكك بحدوده الدولية مع إسرائيل"ف " حدود مزارع شبعا هي بين لبنان وسوريا، لا بين لبنان وإسرائيل، من لا يملك يريد أن يفاوضك على ما تملك، كل وساطة في هذا، هي فخ".
كذلك صدر بيان من رئيس الجمهورية السابق إميل لحود يرفض هذه التسوية .
هذا الموقف وضعه البعض في سياقين ، إما موقف ورسالة من النظام السوري القريب منه السيد والرافض لهذا الترسيم لأنّه يعني أن مزارع شبعا لبنانية وبالتالي تخسرها سوريا ، وإما موقف من " حزب الله " حليف جميل السيد أيضاً والرافض لهذه التسوية لأنها ستنتزع أحد أهم الذرائع التي يتمسك بها الحزب منذ ما بعد تحرير ٢٠٠٠ للإحتفاظ بسلاحه .
ويُشير مطّلعون أن الحزب إنصدم من موقف بري إتجاه الموضوع ، رغم محاولة بري تجميل موقفه لاحقا بالتصريحات التي أطلقها عن تواجد الحزب في سوريا وتأييده له وهو أول موقف له عن هذا الموضوع ،فأراد الحزب رغم ذلك توجيه رسالة له عبر جميل السيد .