بعد أن رعت روسيا اتفاقاً بين العدو الاسرائيلي والنظام السوري لحماية حدود العدو بإخراج مقاتلي إيران و "حزب الله" الى ما أبعد من المنظار الاسرائيلي كمقدمة لخروج إيران ومن معها من سورية تلبية لأوامر روسية. ورفضت ايران إطاعة الأمر الروسي باعتبار أن دورها ووجوده بيد النظام السوري، والنظام وحده يقرر من يبقى في سورية ومن يخرج منها طالما أن إيران حضرت الى سورية بموجب دعوة رسمية سورية للحضور والمشاركة في الحروب السورية ولا يحق لأي دولة تحديد دور إيران في سورية وروسية بالتحديد مدعوة الى غض النظر عن الوجود الايراني في سورية والاّ اقتلعت عينها وتحوّلت العبوات الناسفة تجاهها من قبل رجال كزُبر الحديد.
صرح مسؤول إيراني مسخفاً التصريح الروسي الداعي الى انسحاب الايرانيين من سورية، في حين أكدّ الروس أن الحلّ يكمن في خروج جميع الغرباء من سورية ولا امكانية للبحث في حلول جدية دون توديع من جاء مقاتلاً في سورية من غير السوريين. ولكن التصريح الفارسي المسخف للروس مجرد استهلاك إعلامي لقيام ايران مضطرة الى الإنسحاب القسري من وجه العدو وبمساحة كافلة لإبعاد إيران عن اللعب بالأمن الاسرائيلي والذي ترعاه روسيا مباشرة وتلتزم بها في سورية دون أن يكون لأحد أي دور في مجال الأمن الاسرائيلي.
إقرأ أيضًا: بعد الهدف الأرجنتيني في المرمى الإسرائيلي هل يُقاطع العرب المونديال الروسي؟
لقد انسحبت إيران وانسحب "حزب الله "تاركاً أمن اسرائيل لقوّات الأسد وبحماية روسية مباشرة وهنا تمّ إغلاق باب الأمن الاسرائيلي حيث حاولت إيران فتحه لإقلاق اسرائيل والضغط على أميركا لعلّها تعود عن غيّها في الاتفاق النووي ولكن الروسي كان بالمرصد فأمن اسرائيل من أمن روسيا.
تفيد المصادر القائلة بسقوط ايران في سورية بأن قدرات إيران قد شُلّت في سورية منذ دخول الروس وتبيّن أن إيران لم تعد اللاعب الوحيد في ساحة النظام. فالروسي احتل المساحة كلها لذا تستجيب إيران لمقتضيات الدور الروسي دون نقاش خاصة وأن إيران في أسوأ حالاتها الاقتصادية, فثمّة انهيار في العملة الايرانية وهذا ما يهدّم الكثير من المباني والمرتكزات الاقتصادية وهذا ما يلقي تبعات كثيرة على سياسات ايران الداخلية ويبدو أن العقوبات الأمريكية قد ضاعفت من موجات الخطر الاقتصادي و أعادت إيران الى زمن الصوم لمواجهة الحصارات الدولية المتعددة.
إقرأ أيضًا: بري نقطة نصرالله على سطر باسيل
انتهاء الدور الايراني لصالح الروسي في سورية وتأهب الامارات والجيش اليمني لدخول مدينة الحديدة الاستراتيجية وما لهذا الدخول من انتصار كاسح للتحالف العربي ووضع حدّ أميركي للاتفاق النووي و فرض عقوبات جديدة على إيران وتأزم الاقتصاد الايراني بما يشبه الأزمة الخانقة وسقوط سياسة السيطرة على سياسات الشرق الأوسط كلها عوامل أكّدت خسارة إيران الفادحة في الداخل حيث يعيش الشعب الإيراني أسوأ أوضاعه وظروفه الاقتصادية في ظل انقسام اثني وسياسي وبروز موجة جديدة من الدعوة الى الحرية، وفي الخارج خرجت إيران من دورها القوي في سورية واليمن والعراق وما عادت تتحكم بهذه الدول كما كانت من قبل وكما عبّر أكثر من مسؤول في الحرس الثوري، وقد أخرجتها أميركا من تفاهم الأقوياء, وما كان لهذا التفاهم من دور ريادي منح إيران تدخلاً مباشراً في سياسات منطقة الشرق الأوسط وفي جبهات حروبها المشتعلة.
حتى الآن لم نسمع مسؤولاً في محور الممانعة مصرحاً عن العلاقة مع روسيا لمعرفة بقاء روسيا على رأس هذا الحلف أم أنها غادرته واصبحت عدواً لدوداً لقوى المقاومة, وهل ضاق هامش المحور من جديد والذي يضخمه خطباء الجمعة والمناسبات ليصل الى سور الصين؟ تماماً كما في تجربة الطيب رجب طيب أردوغان و أمير حرب تموز القطري العربي صاحب الحصان الفلسطيني الأصيل الذي سيصهل في فلسطين والقدس.
لقد اختلطت علينا أوراق الحلفاء وما عادت تغطي الكثير من العورات لذا أفيدونا بخصوص روسيا وفي أي الخانات موضوعة لنعرف كيف نتعاطى معها حتى لا ننال من مقاوم بلشفي كبوتين ولا من دولة بروليتارية كروسيا.