هل الطريق إلى طهران تمرُّ عبر سنغافورة؟ من المتوقع أن تبدأ القمة الأسبوع المقبل بين الرئيس ترامب والزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" .عملية تقود إلى نزع الأسلحة النووية بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه من شبه الجزيرة الكورية. لكن بإمكان كوريا الشمالية أيضاً أن تلعب دوراً رئيسياً في الجهود العالمية الأوسع ضد الانتشار النووي.
عندما يتعلق الأمر ببرامج الأسلحة النووية غير المشروعة ، فإن كوريا الشمالية هي السيّد بلا منازع. على الرغم من كل الجهود التّي بذلتها ، فشلت إدارات هيلاري كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما في منع بيونغ يانغ من الحصول على أسلحة نووية وصواريخ باليستية. فقد تلاعب كيم بالمفاوضات ، وتهربت كوريا من العقوبات ، وتلاعبت ، وتوسلت ، واقتربت وسرقت طريقها إلى النووي. وقد فعلت ذلك على الرغم من كونها واحدة من أضعف الاقتصادات وأكثرها تخلفًا في العالم.
والآن نريد أن نعرف كيف فعل النظام ذلك ، والأهم من ذلك ، من ساعد النظام على تحقيق هذا الهدف. تعرض مستشار الأمن القومي جون بولتون لانتقادات بسبب حديثه عن "خيار ليبيا" لنزع السلاح النووي في كوريا الشمالية. وقد ركز منتقدوه بشكل خاطئ على مصير معمر القذافي المروع بعد الإطاحة به وقتله في عام 2011 بمساعدة الناتو. لكن موت القذافي كان نتاج سياسة إدارة أوباما الخاطئة التي أسفرت عن زعزعة استقرار ليبيا وتحويلها إلى ملعب للإرهابيين. كان خيانة القذافي خسارة صافية خطيرة للولايات المتحدة في المنطقة ، وتعليقات هيلاري كلينتون المتعجرفة ، "لقد جئنا ، رأينا ، مات" ، كل ذلك ساهم في تدهور الوضع. من الواضح أن هذا لم يكن ما يعنيه بولتون.
يعود الخيار الليبي ذي الصلة إلى عام 2003 ، عندما كان بولتون وكيلاً لوزارة الخارجية من أجل التحقق وتحديد الأسلحة. في ديسمبر من ذلك العام ، وافق القذافي على التخلي عن برنامجه للأسلحة النووية غير المشروعة وسلم أكثر من طن من الأجهزة والوثائق التي تفصّل كل جانب من جوانب تعهّداته. وقد ساعد الكشف عن هذه المعلومات الاستخباراتية على كشف حلقة الانتشار النووي التي يديرها العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان ، والتي عززت برامج الأسلحة في ليبيا وكوريا الشمالية وإيران. كان تفكيك شبكة خان أكثر أهمية من إنهاء البرنامج النووي البدائي للقذافي.
ومع ذلك ، فإن فقدان الدعم من شبكة خان لم يمنع كوريا الشمالية في نهاية المطاف من تطوير الأسلحة النووية واختبارها ، حتى في ظل معاناتها من عقوبات دولية صارمة. وبالتالي ، فإن أي صفقة لنزع الأسلحة النووية من بيونغ يانغ يجب أن تشمل منح المحلين الأمريكيين إمكانية الوصول إلى السجلات النووية لكوريا الشمالية ، بما في ذلك معلومات عن كيفية تهربها من العقوبات ، ومن عمل معها للحصول على مكونات نووية ، ومدى تعاونها مع الدول الأخرى .
ليس من المستغرب أن يهرع الرئيس السوري بشار الأسد إلى تحديد موعد لقائه مع كيم ، لأن سوريا كانت جزءًا من شبكة الانتشار الكورية الشمالية. في أيلول 2007 ، دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية مفاعل للبلوتونيوم في محافظة دير الزور الشرقية ذات الكثافة السكانية المنخفضة في ما أسموه "عملية خارج الصندوق". وقد تم تصميم المفاعل وبناءه من قبل فنيين من كوريا الشمالية ، ومنهم قتلوا في الهجوم. قد يتوجه الأسد إلى بيونغ يانغ بحثا عن تأكيدات من كيم بأن تفاصيل العلاقة النووية بين البلدين ستبقى خافتة. يجب على الولايات المتحدة أن تصر على خلاف ذلك.
في ذلك الوقت ، كشف أحد المنشقين الإيرانيين أن طهران قامت بتشييد مفاعل الكبر. ويشير هذا إلى ثورة استخباراتية ثانية أكثر إثارة للعيان: تعريض تعاون كوريا الشمالية مع إيران في برامج الصواريخ النووية والباليستية. لقد كانت كوريا الشمالية المورد الرئيسي لإيران لتكنولوجيا الصواريخ ، وربما كانت تعطي مادة قابلة للانشطار للجمهورية الإسلامية أيضًا. ذكر تقرير للأمم المتحدة تم تسريبه من عام 2011 أن البلدين يتبادلان أجزاء الصواريخ غير القانونية المهربة. وبحسب ما ورد كان أكبر عالم نووي إيراني ، محسن فخري زادة ماهابادي ، حاضراً في التجربة النووية الثالثة لكوريا الشمالية في 2013 أثناء عمله في مشروع لتطوير رأس حربي يمكن أن يلائم صواريخ كوريا الشمالية. وتكهن مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه في ذلك الوقت بأنه "صعب للغاية" معرفة طبيعة ومدى العلاقة غير المشروعة بين كوريا الشمالية وإيران ، لكن هذا يمكن تصحيحه بسهولة مع بيونغ يانغ.
وتشمل الأسئلة المهمة: إلى أي مدى تتعاون الدول في برامجها النووية؟ هل اشتركت إيران مع كوريا الشمالية في إجراء بعض جوانب برنامجها في الخارج للتهرب من التفتيش الدولي؟ ما هي التكنولوجيا التي تم نقلها ، ومن الذي نقلها؟ من هي الدول الأخرى التي ساعدت في تسهيل هذه العلاقة الإجرامية؟ وبشكل عام ، ما هي المعلومات التي لدى بيونغ يانغ عن طهران والتي اعتقد الإيرانيون أن العالم لن يروها؟
ترجمة لبنان الجديد
بقلم جيمس روبنز نقلًا عن ذا ناشيونال انترست