أولاً: من التغيير والإصلاح إلى لبنان القوي...
انتقل تكتل التغيير والإصلاح الذي رأسهُ الجنرال ميشال عون لأكثر من عشر سنوات إلى مرحلة جديدة وتسمية جديدة:"تكتّل لبنان القوي"، وذلك بعد أن أنجز مهام التغيير وفي مقدمها وصول رئيسه إلى سدةّ الرئاسة الأولى، أمّا الإصلاح المزعوم فقد تُرجم خيباتٍ متتالية في الإدارة العامة ومالية الدولة ومعالجة أزمات الطاقة والبيئة والتّعديات على الأملاك العامة، وفرض ضرائب جديدة واستعار الخطاب الطائفي من كلّ حدبٍ وصوب.
إقرأ أيضًا: تصريحات رئيس الحكومة حول التجنيس .. الإلتحاق بالعهد واستخفاف بعقول المواطنين
ثانياً: لبنان القوي أم لبنان المُقوي...
التكتل "القوي" الجديد والذي يضم 29 نائباً من مختلف القوى السياسية، ويحملون رؤى سياسية واقتصادية واجتماعية وطائفية مختلفة عن رؤى التيار الوطني الحر، وهذا ما دفع رئيس التيار الوزير باسيل للإسراع في الدعوة إلى خلوة في مدينة زحلة لتوحيد "الرؤى" وإعداد خطة عمل للمرحلة المقبلة، علّها تُثبت أنّ التكتل قويٌ بما فيه الكفاية، إلاّ أنّ واقع الحال يُبيّن أنّ التّكتل ليس قويّاً بل مُقوٍ بسبب تلاوينه المختلفة، والفارقُ اللّغوي كبير بين القوي والمُقوي، فالقوي قويٌّ في نفسه، والمُقوي قويٌّ في دابّته، وفي الحديث النبوي أنّ الرسول قال في غزوة تبوك: لا يخرُجنّ معنا إلاّ رجلٌ مُقوٍ، أي ذو دابّةٍ قويّة. ومنه حديث الأسود بن زيد في قوله عزّ وجلّ: "وإنّا لجميعٌ حاذرون"، قال: مُقوون مُؤدّون أي أصحاب دوابٍّ قويّة كاملو أداة الحرب.
والوزير باسيل كما بات معروفاً للقاصي والدّاني يستقوي ب"دابّة التحالفات"، الصريحة منها والهجينة، يستقوي بنواب الأرمن، والأمير طلال أرسلان الدرزي، وورقة التّفاهم مع "حزب الله" (والتي يحرص عليها كلّ الحرص)، وورقة التّفاهم مع معراب (مع محاولات الخروج عليها وضربها)، أمّا ورقة التفاهم مع تيار المستقبل فقد باتت في "جيب" التيار الوطني الحر ورئيسه، بعد النّكسة السياسية التي أصابت رئيس الحكومة سعد الحريري نهاية السنة الماضية في المملكة العربية السعودية.
معالي الوزير: لقد أقويت تيّارك، كما يُقال :أقويت حبلك، وهو أن تُرخي قُوّةً وتُغيّرُ قُوّة فلا يلبثُ الحبل أن ينقطع.