في ظل الاحداث السيئة الحاصلة في سوريا وذلك بعد عامين من بدء الثورة ومع تصاعد العنف وانتشار العمليات العسكرية في البلاد سادت أوضاع خطيرة تسببت بنزوح العديد من العائلات الآمنة في بيوتها إلى لبنان بشكل فاق التوقعات ونشر الرعب بين الآمنين في الأراضي السورية، مما جعل نسب النزوح تزداد يوماً بعد يوم لكي تغدو معاناة اللاجئين السوريين قضية بذاتها تستوجب الوقوف عندها والنظر في حيثياتها بشكل مفصل, فتسليط الضوء على اللاجئين السوريين و أوضاعهم المعيشية الصعبة رغم الظروف السيئة الراهنة في لبنان خصوصا وفي العالم العربي عموما لعله يتيح لنا معالجة بعض الامور من الناحية الانسانية و الاجتماعية . وكما يبدو من الصعب، في ظل الواقع المتقلبّ والمضطرب بشدّة، رسم خط واضح لما سيجري من الأوضاع في لبنان في ظلّ الحدث السوري .
أما بالنسبة للمعيشة في لبنان ,يعيش اللاجئون فيه في البلدات والمدن بدعم من السكان المحليين,كما ويواجهون ظروف معيشية صعبة للغاية و أكثر العائلات هم من الطبقة الفقيرة الذين بالكاد تكفيهم لقمة عيشهم التي لا يعلم بهم الا خالقهم . فمنهم من يذهب الى مراكز الاعانة ومنهم من يحاول العمل لايجاد القوت اليومي ,ومنهم ايضا من ينزل ربما ضيفا على اقاربه ,ينتظرون انتهاء الحرب وللعودة الى بيوتهم ...
كما وأن هناك من يعاني مشكلة الاوضاع السائدة في لبنان لتنعكس سلبا عليهم وهي من حيث الانقسامات الحاصلة بين اللبنانيين من فريقي 14 و 8 أذار , والتي تثير مخاوف العديد من العائلات .
. كما ويشهد لبنان ايضا تدني في الحالة الاقتصادية و المعيشية وذلك مما يضيق على اللبنانيين انفسهم و يفاقم المعاناة اليومية وايضا ما ينعكس على مساعدتهم للاجئين .
وعند الاطلاع على اوضاع العائلات فقد نرى ان هناك الكثيرين ممن يفتقدون الى اهم عناصر الحياة اليومية الا وهي المأكل و الملبس ... فقد تزايد عدد المتسولين على ابواب المساجد و في الطرقات و ايضا ما ساهم في تزايد السرقات احيانا و الى الجرائم احيانا اخرى ... كما و سمعنا عن الفتيات اللواتي يعرضن اجسادهن بأثمان بخسة وذلك فقط للحصول على ما يعيلهم و يأويهم في ظل القتل و التشرد في بلادهم .كما ولا بد من ايجاد الحلول لمعالجة القضية الانسانية التي تتفاقم يوما بعد يوم .
و في زيارة لموقعنا لبعض العائلات السوريين اللاجئين الى لبنان حيث تحدث البعض عن صعوبة ايجاد فرصة عمل في المرحلة الاولى و الاصعب من ذلك تحصيل لقمة العيش و يسبقها المأوى ...
كما تحدثت الينا احدى الأمهات السوريات قائلة : " يعلم الله وحده كيف تمر علينا الايام والليالي , فقد مرت علينا ايام بتنا فيها حتى دون وجبة العشاء لاطفالي ولا يسعنا الا ان نقول الحمدلله ..."
وقالت ايضا:" تمر علينا أيام نأكل فيها فقط وجبة واحدة في اليوم وذلك لعدم قدرتنا على شراء الطعام بسبب الغلاء "
وبالنسبة لاطفالها فقالت :" أولادي في البرد فقد عانيت في حمايتهم ولم استطع ايضا وفي كثير من الاحيان ان ادخل الى المستشفى حتى ولا لشراء الدواء ... "
أما بالنسبة للطفولة الضائعة و الحلم الذي سرق من امام اعينهم فقد قال لنا احد الاطفال :" ليتني استطيع العودة الى بلدي , اريد ان العب في ساحة بيتنا و مع اصحابي ." مضيفا :" اشتقت الى مدرستي و هنا لا اكل كما كنت افعل في بيتي ."
كما تحدث الينا ايضا عن صعوبة مرور الايام قائلا :" انا هنا احاول ان اعمل مع والدي لنتمكن من الحصول على لقمة العيش و ليأكل جميع اخواني ."
وفي زيارة لعائلة أخرى قد تم التطرق الى نفس المواضيع التي ذكرت كما ورأينا سوء حالة المسكن ما يؤدي الى تدني الحالة الصحية لدى الاطفال خاصة .فهم يحتاجون إلى مراكز إيواء مثل مدرسة كبيرة أو مجمّع، باعتبار أن إقامة مخيّم أمر مرفوض من قبل الحكومة اللبنانية ,هناك عائلات سورية تقيم في غرف من التنك التي لا تتلاءم وفصل الشتاء، كما أن هناك أشخاصا ينامون في سيارات وتحت الجسور و تحت الابنية بسبب عدم توفر الأماكن التي تؤويهم .
وبالنسبة لللاجئ السوري الذي خسر الكثير في سوريا ويطالب بأقل القليل من الحقوق الإنسانية هنا في لبنان , هل تستطيع الدولة اللبنانية أن تلبي تلك الحقوق لللاجئ السوري ؟ و هل سيلتزم الجميع بالوعود؟ و اين هي الدول العربية التي لا تزال غائبة عن مأساة و معاناة الشعب السوري و همها فقط ارسال السلاح والمقاتلين الى الشعب السوري ؟ وهل هناك من حلول في الوقت القريب ؟.. هذا ما ستشهده الايام القادمة ...