أعلنت القوة الأمنية منذ يومين عن القاء القبض على مجموعة من المواطنين بتهم حول ترويج المخدرات والإتجار بها، ومن بين هؤلاء أشخاص ينتمون لـ "حزب الله" بشكل تنظيمي مباشر ومن بينهم أحد رجال الدين.
وفي الخبر أيضًا أنه تم القاء القبض على شحنة مخدرات تابعة لمرافق المسؤول العسكري في الحزب الشاب المتعاقد حسين الشل ويشغل منصب مرافق المسؤول العسكري للحزب في منطقة البقاع الحاج حسين يونس الملقب بأبو جميل يونس.
وتم القاء القبض عليه برفقة المدعو حسين جاروش وهو ينقل كمية من الحبوب الكبتاغون وحشيشة الكيف المخدرة عبر الحدود اللبنانية السورية، عبر اجتيازهم الأمن اللبناني ببطاقاتهم اللبنانية وببطاقة تسهيل المرور من اللجنة الامنية التابعة للحزب.
الخبر شكل مفاجأة لدى الرأي العام اللبناني ومن الطبيعي أيضًا أن يشكل مفاجأة لقيادة الحزب، وربما يقود ذلك إلى كثير من الإحراج سيما وأن الحزب أعلن في برنامجه الإنتخابي الأخير وعلى لسان الأمين العام السيد "حسن نصر الله" أنه بصدد العمل الجدي باتجاه محاربة الفساد الداخلي، الفساد الإدراي والمالي المستشري داخل الدولة وأجهزتها.
إقرأ أيضًا: غَزَل السيد بالرئيس بري ما هو السر والملابسات؟
لم تكن ردود الفعل على هذا الخبر عادية لدى الرأي العام وعلى مواقع التواصل الإجتماعي وفي صفوف الحزب وبرزت الكثير من علامات الإستهجان والتعجب وحالة استنكار كبيرة.
لسنا بصدد الخوض في أسباب تنامي انتشار آفة المخدرات في لبنان وإن كان الأمر جديرًا بالدراسة، إلا أن انتشارها في صفوف الحزب لا بد من التوقف عنده على خلفية فبركات المخدرات التي أطلقها الحزب ضد أحد المعارضين الشيعة حيث جرى تلفيق الملف قبل الإنتخابات النيابية واستخدم الحزب هذا الأسلوب لثنيه عن الإستمرار في الترشح عن المقعد الشيعي في بعلبك الهرمل، لكنه خرج بريئا خلال ساعات، الأمر الذي يضع علامة استفهام كبيرة، فهل عادت الإتهامات إلى مُطلقيها؟ والجواب أن الحزب اليوم يحصد ما جنته أجهزته من إلقاء التهم والفبركات.
اليوم وبعد الفضيحة المدوية للحزب يجب أن تكون أنظاره باتجاه قواعده الداخلية وتنقية صفوفه من الداخل قبل إلقاء التهم والفبركات وقبل الإنصراف الى شعارات محاربة الفساد لأن محاربة الفساد تبدأ من الداخل أولا وبالتالي فلينظف "حزب الله" صفوفه أولا من المخدرات والكبتاغون والسمسرات ليبدأ لاحقا حربه على الفساد.