جمعتهما الحياة ولم يفرقهما الموت، هذا حال أحمد نبعه ومحمد ماضي، ابنا شبعا، اللذان صدما الجميع بخبر تعرضهما لحادث سير بعد ظهر أمس، فارقا على أثره الحياة وهما في عزّ الشباب.
"شراهة الموت"
شبعا تئن على فراق الأحبة، وكما شرح مختار البلدة محمد هاشم لـ"النهار"، "في الامس اراد محمد ماضي التوجه الى البقاع للخضوع إلى علاج فيزيائي في كتفه، اصطحب معه رفيق دربه احمد كذلك صديقه محمد الخطيب، ما ان وصلوا الى قرية الرفيد في قضاء راشيا، حتى هاجمهم الموت، بعدما اصطدمت سيارة الكيا التي يقودها محمد ماضي بجيب شيروكي يقوده شاب من الامن العام". واضاف "خطف الموت بداية روح احمد الذي كان يجلس على المقعد الامامي، أما محمد ماضي فنقل الى المستشفى في وضع صحي خطر، ليلفظ آخر أنفاسه بعد ساعات، وكأنه أبى أن يكمل دربه من دون صديق طفولته الذي ترعرع واياه، كبرا سوية، تقاسما الافراح والاتراح، كانا بالنسبة لبعضهما كالظل الذي لا يفارق الانسان، في حين وضع محمد الخطيب مستقر رغم الكسور والرضوض التي تعرض لها".
خسارة مزدوجة
م يمنح الموت احمد (28 سنة)، الاستاذ في ثانوية شبعا الرسمية، أن يطمئن على تلاميذه الذين يخضعون لامتحانات الشهادة الثانوية، ولفت المختار الى انه "كان يتابعهم متابعة دقيقة، اعطاهم كل اهتمامه وكله امل ان يتجاوزوا الامتحانات بنجاح، لكن للاسف لم يعطه الموت فرصه كي يفرح واياهم بنتائجهم، عاجله وخطفه من وسطهم، وكذلك حال محمد (23 سنة) الذي كان يعمل تاجر هواتف خليوية، الشاب الهادئ العصامي، يتيم والده منذ طفولته، الذي بنى نفسه بنفسه، من دون ان تفارق الضحكة وجهه". واستطرد "كما كرّس احمد ومحمد حياتهما لفعل الخير لا سيما في شهر رمضان المبارك، كل الصفات الجميلة يمكن ايجادها في هذين الشابين، نتمنى لهما الرحمة ولاهلهما الصبر والسلوان".
المصاب الجلل
اغلق كتابا حياة احمد ومحمد اللذين ووريا بعد صلاة ظهر اليوم، كما نعاهما اصدقاؤهما في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ستبقى ذكراهما الطيبة الى الابد، حيث كتب احدهم "هناك أصدقاء محفورون في الذاكرة، وآخرون لا تنساهم العـيون، وغيرهم لا يفارقون البال، ومنهم يسكنون القلب، رحمة الله عليكما احمد نبعة ومحمد ماضي.. وشفاك الله يا محمد الخطيب". و "رحمكما الله يا كوكبة من رجال وابطال وفرسان، ان العيون جمراء من دموع واسى واحزان"، و "تمهل أيها الموت ليس اعتراضاً على قضاء الله، ولكن على قلوب انفطرت، تمهل فهنالك حزن دخل القلوب، تمهل ليس من اجل البكاء ولكن على شباب رحلوا، تمهل لان الحنين قد بدأ، انه المصاب الجلل".