الثقة مفقودة بالرجل، لا يمكن تصديقه على الإطلاق. مرّت سنوات وما عاد يُدهش، وانتهت برامجه خليطاً من الإزعاج والصراخ. الموعد الرمضاني الممل كلّ سنة: رامز جلال ومقالبه الطافحة بالثرثرة. هذا الموسم، يطلّ من ثلوج موسكو، قاطفاً الحدث: مشاركة مصر في مونديال روسيا 2018.
لا يزال على إيقاعاته، يُحدِث أوجاعاً في الأذن، وضجيجاً في الرأس. انتهت صلاحية برنامج "رامز تحت الصفر" ("أم بي سي مصر") ولم يعد يُحمّس على انتظاره. المسألة في أنّنا ما عدنا نصدّق اللعبة. رامز جلال يُكثر من الكلام المُفرّغ من أيّ معنى. لا يزال مكانه منذ المقلب الأول، يرفع الصوت، يُمرّر الإيحاءات الهابطة، ويصرخ طوال الوقت. المكياج المتخصّص والتصوير المحترف والميزانية الإنتاجية، لا تكفي طالما أنّ المضمون في أزمة. برامجه نفسها بأماكن مختلفة، ولا فارق جوهرياً بين أدائه في الصحراء أو المدافن أو الثلج، فالمحتوى في القعر.
يوهم الضيف بأنّه في برنامج يواكب مشاركة مصر في المونديال، يُصوَّر في موسكو. وبين الثلوج والأشجار العالية، يوقعه في الفخّ. يهاجمه نمر ثم ذئب وخُذ على عويل. تُختَصر الحلقة بثرثرة رامز جلال وصراخ ضيفه. لا شيء آخر على الإطلاق. الطقس الروسي والمناخ البارد ديكور عابر لجوهر مُكرّر، لا يملك جديداً يقوله. دائماً المنوال عينه، والزعيق عينه، والمقدّمة والنتيجة. المفارقة أنّ الجدل حوله هذه السنة ضئيل بعض الشيء. لم تعد الحماسة حيال رامز جلال ومقالبه كالسابق. أقنعته تتساقط وما عاد الجمهور يصفّق بعد انتهاء العرض.