في أمسية رمضانية مبهجة بالنشاط المتميز، احتضنت جزيرة تاروت ثلاث فعاليات خيرية برزت فيها قيم العطاء والتفاعل المجتمعي والتميز في الأداء. الأولى كانت مباراة ضمن فعاليات دورة كافل اليتيم التي تشرف عليها جمعية تاروت الخيرية منذ أكثر من عشرين عاما وتشارك فيها بمعدل 28 فريقا رياضيا من مختلف مدن المنطقة الشرقية، وهي دورة خيرية يعود ريعها لمشروع كفالة الأيتام بالجمعية ويساهم في دعمها ورعايتها المؤسسات التجارية ورجال الأعمال وشخصيات المجتمع.
نادي الهدى الرياضي أيضا أقام في نفس الليلة حفلا تكريميا للاعبيه المنجزين الذين بلغوا 300 لاعب في مختلف المجالات - منهم 24 لاعبا في المنتخب الوطني - نظير تحقيقهم بطولات على المستوى الوطني والدولي، وبحضور مسؤولي الهيئة العامة للرياضة. وحصد النادي في هذه الأمسية مبلغا قارب المائتي ألف ريال دعما وتبرعا من رجال أعمال وشخصيات اجتماعية لمواصلة إنجازاته وتميزه واستيعابه واحتضانه شريحة الشباب.
الحدث البارز كان تنظيم الحفل السنوي الرابع لجائزة رسالة للعمل التطوعي، وهي مشروع أهلي ترعاه جمعية تاروت الخيرية وتشرف عليه مجموعة من الفتيات الشابات لغرض تمكين العمل غير الربحي وتبادل الخبرات بين اللجان التطوعية ودعم المواهب والكفاءات المتميزة وبث روح المنافسة الايجابية بين المشاركين. هذا المشروع الذي بدأ بسيطا وصغيرا قبل أربع سنوات استطاع أن يضم مبادرات تطوعية من مختلف مدن المنطقة الشرقية للتنافس الإيجابي وتقديم مشاريعها والدعاية لها بصورة حضارية رائدة.
وضع القائمون على الجائزة مجموعة معايير لتحكيم جودة المبادرات التطوعي المرشحة من بينها أن تكون فكرة المبادرة جديدة وغير مسبوقة، وأن تكون قابلة للتطبيق الفعلي في المجتمع، وأن تتوافر فيها خطة تشغيلية منظمة، وأن تكون لديها خطة لاستدامة العمل واستمرار التمويل، وتوفر أدوات تواصل إلكترونية مع المجتمع.
ولا يقتصر دور الجائزة على الترشيح فقط، بل يتعداه إلى تدريب الفرق المرشحة في مجالات الادارة والتخطيط وتقنية المعلومات، وتأهيل هذه الفرق التطوعية، وتقديم العروض النهائية في حفل الجائزة، وكذلك مواصلة الدعم والمتابعة لهذه المبدرات لضمان استمرارية عطائها ودورها. تنوعت المبادرات التطوعية التي تم ترشيحها لجائزة هذا العام لتشمل مجالات العمل الإغاثي والإنساني، رعاية المسنين، الاستشارات الأسرية، الدعم التعليمي للطلبة الأيتام، التوعية عبر الأفلام القصيرة، التشجيع على القراءة للأطفال، التبرع بالدم، مهارات الرياضيات، الدعم النفسي لمرضى السرطان، تشجيع المواهب للكتابة.
التفاعل المجتمعي كان لافتا من ناحية الحضور الكبير من الجنسين في حفل الجائزة ومن ناحية التفاعل في الدعم والتبرع للجائزة ورعاية الجوائز المقدمة للفرق والمبادرات الفائزة. تعبر هذه المبادرة عن اهتمام مختلف بطبيعة العمل الخيري والتطوعي ونقله من دائرة تقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين إلى تطوير وتفعيل مختلف فئات وشرائح المجتمع، وإشراكها بصورة جادة في عملية التغيير الإيجابي.
يشكل هذا نقلة حقيقية في مفهوم العمل التطوعي الخيري، ويؤكد على أهمية وضرورة تسهيل إجراءات تسجيل مؤسسات المجتمع المدني حتى تتمكن مثل هذه المبادرات من العمل بفاعلية وبصورة رسمية كي تتمكن من خدمة المجتمع بصورة أفضل.