فيما كان الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير وعدد من نواب بعلبك الهرمل يجولون في قرى البقاع الشمالي للكشف على الأضرار التي خلفتها السيول قبل أيام، انهمرت أمطار غزيرة وحبّات البرد مصحوبة بعواصف رعدية فوق بلدات غربي بعلبك، وتحولت مع استمرارها أكثر من ساعة إلى سيول جارفة اجتاحت منازل وممتلكات وأراضي زراعية. وبسرعة كبيرة، هدر السيل من أعالي سفوح السلسلة الغربية، وأغرق منازل في بلدات شمسطار وطاريا والنبي رشادة وكفردان، وألحق خسائر كبيرة بالخيم الزراعية البلاستيكية وغالبية البساتين الممتدة غربي مجرى نهر الليطاني. وجرفت المياه حقول القمح والشعير والحمص والعدس، وأطاحت بعدد من خيم العمال السوريين.
وهذه المرة الأولى تضرب السيول قرى غربي بعلبك منذ أكثر نصف قرن، وقد يكون شح الأمطار الذي شهدته المنطقة الشتاء المنصرم، وحاجة التربة للمياه، سمحت بتشكل السيول مع الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس.
رئيس بلدية شمسطار سهيل الحاج حسن وصف بعض قرى غربي بعلبك بـ«المنكوبة»، وناشد الهيئة العليا للإغاثة ونواب المنطقة إيلاءها الإهتمام السريع، والعمل على مسح الأضرار وإحصائها بعد الكارثة الطبيعية التي أصابتها.
أغرق السيل منازل في بلدات شمسطار وطاريا والنبي رشادة وكفردان
وكان خير التقى، في مكتب قائمقام الهرمل طلال قطايا، المتضررين من أصحاب أحواض سمك الترويت والمزارعين في الهرمل، في حضور وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر والنائب إيهاب حمادة ورؤساء بلديات ومخاتير. وأكد زعيتر أحقية المتضررين بالتعويض مهما علت قيمته، خصوصاً في ظل غياب دعم الدولة للمزارعين، ودعا إلى «معالجة مسببات الكوارث من خلال سدود وبرك وهذا من واجبات الدولة والوزارات المعنية».
خير أعلن عن تكليف لجان فنية من الهيئة العليا للإغاثة للكشف على الأضرار بالتعاون مع الجيش لتصل المساعدة إلى أصحاب الحق، موضحاً أنه تم وضع خطة لنهر العاصي بالتعاون مع البلديات وقد رصدت مبالغ لتجنب أضرار السيول. كما زار بلدة القاع حيث عقد اجتماع في دار البلدية بحضور النائب انطوان حبشي وعدد من المزارعين وبلدة راس بعلبك حيث تفقد اضرار السيول وعقد لقاء مع رئيس البلدية دريد رحال.