بدا اللقاء الذي جمع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله برئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل نهاية الأسبوع الماضي، كما الاجتماع الذي عُقد بين رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط والمعاون السياسي لنصر الله حسين الخليل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، مساء الأحد، جزءا من حراك واسع يسعى حزب الله من خلاله لإعادة ترتيب أوراقه الداخلية بعد الانتخابات النيابية، خاصة أن الاستحقاق الأخير قام على تحالف انتخابي وحيد جمعه بحركة «أمل» ووضعه بمواجهة مع عدد من الحلفاء كما الأصدقاء في دوائر متعددة، يسعى اليوم لاجتذابهم مجددا إلى طرفه.
وقالت مصادر قريبة من الحزب معنية بهذه اللقاءات أنها تندرج بإطار «تقييم نتائج الانتخابات، خاصة أن المعركة النيابية الأخيرة تركت ندوبا وجروحا تتوجب المعالجة»، لافتة إلى أن «ما يحصل هو محاولة للملمة الوضع تمهيدا لانطلاق المرحلة القادمة بعد تشكيل الحكومة». وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «بعد لقاء نصر الله - باسيل وجنبلاط – صفا - الخليل، سيكون هناك لقاء بين الحزب والنائب طلال أرسلان، كما مع رئيس «المردة» سليمان فرنجية». وأوضحت أن «الخليل، معاون نصر الله، تسلم مؤخرا ملف علاقة الحزب مع عدد من الشخصيات والقوى بعدما كان صفا مولجا بها، وبخاصة مع جنبلاط وأرسلان وفرنجية».
وكان بيان صادر عن «التيار الوطني الحر» بعد اجتماع نصر الله – باسيل، أكد الاتفاق على تصوّر أوّلي مشترك لموضوع محاربة الفساد وعلى كيفية اعتماد آلية مشتركة لاحقة لذلك. كذلك أفيد عن أن لقاء جنبلاط بصفا والخليل تطرق بشكل أساسي للملفات الاقتصادية الضاغطة ولوجوب إعطاء الأولوية في المرحلة الراهنة لملف مكافحة الفساد. ونفت مصادر مطلعة لموقع «الأنباء» التابع للحزب «التقدمي الاشتراكي» أن يكون البحث قد تطرق إلى موضوع تشكيل الحكومة من قريب أو بعيد، متحدثة عن «مناخات إيجابية للغاية عكست الحرص المشترك لتعزيز العلاقة وتثبيتها في مختلف مجالات السياسة الداخلية». وقالت المصادر أنه «في طليعة هذه الملفات مكافحة الفساد والإصلاح ومشكلة الكهرباء وسواها من القضايا الضاغطة خصوصاً على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وذلك بعد تأليف الحكومة الجديدة».
وأوضح رامي الريس، مفوض الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» أن لقاء جنبلاط – الخليل - صفا: «بحث العلاقة الثنائية بين الحزبين وضرورة تطويرها وتثبيتها على قاعدة تنظيم الخلاف السياسي التي حكمت العلاقة بينهما طوال السنوات الماضية إزاء التباين في وجهات النظر حول بعض الملفات الإقليمية، وفي طليعتها الملف السوري». وتحدث الريس لـ«الشرق الأوسط» عن «تقاطع بين الطرفين على مجموعة قضايا داخلية أبرزها المرتبطة بالملفين الاقتصادي والاجتماعي الضاغطين، وبملف مكافحة الفساد والكهرباء والإصلاح الإداري». وأضاف: «تم الاتفاق على إبقاء الاتصالات قائمة والعمل المشترك على عدد من الملفات السابق ذكرها بعد تأليف الحكومة».
وترزح المناطق المعروفة باسم «معاقل حزب الله» تحت وطأة أوضاع معيشية واجتماعية صعبة للغاية دفعت الأهالي في مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت في المرحلة الماضية لرفع الصوت بوجه الحزب عبر وسائل الإعلام، ما شكل سابقة بوقتها. وتعاني منطقة بعلبك الواقعة في شرق البلاد كذلك من تدهور غير مسبوق في الأوضاع الأمنية يرده مسؤولون لبنانيون لتدهور الأوضاع الاقتصادية وتفاقم آفة المخدرات.