نساء كثيرات يصفن أنفسهنّ بالـ «كسلى» لأنهنّ يقضين أوقات فراغ في الاسترخاء، أو يردن القيام بمشاريع معيّنة ولكنهن يماطلن ولم يبدأنها حتّى أو ما انتهين منها بعد. وتمرّ الأيام وأنتِ تعدين نفسكِ بأنكِ ستبدأين بنشاطات كثيرة «قريباً». ولكن قبل أن تحاولي إصلاح «الكسل»، لمَ لا تحدّدين مشكلتكِ الحقيقية، وما إذا كنتِ رازحة تحت وطأة ضغوط معيّنة...
يمكنكِ التغلب على عادة الكسل عندما تبادرين إلى الأفعال وتنتصرين على السلبية التي تسكنك. كلّ مرة تحققين نجاحاً في قهر الكسل تصبحين أقوى. وكلّ مرة تتحرّكين للإنجاز تزيدين من قدرتكِ على الفوز وتحقيق أهدافكِ وتحسين حياتكِ.
يقترح عالم النفس ليون إف سيلتزر إزالة كلمة «كسول» من مفرداتنا بالكامل، وتجنّب استخدامها لوصف أيّ شخص. ويؤكد أنّ خبرته كـ«فرد ومعالج، دفعته إلى الاستنتاج بأنه لا جدوى من تفسير أيِّ سلوك بشري بالكسل».
ما هي المشكلة؟
ينصحكِ الخبراء بكتابة ما تفعلينه كلّ ساعة على جدول بيانات، وذلك لمدّة أسبوع، ما يرشدكِ إلى تحديد مشكلتك. وهناك عدّة أسباب للمشكلة:
أولاً، الانضباط الذاتي: إذا كان جدولكِ الزمني مكتظاً، ولم تستطيعي إنجاز أعمالكِ كلّها في الوقت المحدّد، فربما تواجهين مشكلة في الانضباط الذاتي. قد تتضمّن الحلول إزالة الإلهاءات، ولكن قد تحتاجين أيضاً إلى تعزيز إرادتك. فإنّ الالتهاء والقيام بأعمال صغيرة تستمتعين بها عندما تكونين «مشغولة» وبعدها إقناع نفسكِ بأنك غير مركّزة أو منتجة أو غير نشيطة، هو خطيئة أساسية.
ثانياً، توقعات غير واقعية: إذا كان جدولكِ الزمني مكتظاً، وكنتِ قد أنجزتِ عملكِ فعلاً، ولكنك ما زلتِ تشعرين بأنك كسولة وغير منتجة، فالمشكلة التي تواجهكِ هي أنك تقسين على نفسكِ وتعقّدين أمورك. كلنا نريد أن ننجزَ الكثير، لكن إتمام المهمات على أكمل وجه يحتاج الوقت وهذا طبيعي.
ثالثاً، الدافع: إذا كان جدولك الزمني فارغاً تماماً، أو تقضين معظم وقتكِ في النوم والأنشطة الترفيهية، فقد يكون غيابُ الحافز أو الدافع هو المشكلة. إنّ غياب الحوافز يجعلنا لا نعرف ما نريد القيام به في الحياة حتّى إنه قد يدفعنا إلى حافة الكآبة، والعكس الصحيح فقد نكون اكتأبنا لدرجة أننا أضعنا أهدافنا وأحلامنا، واستبدلناها بالنوم والتسكّع. كل شخص يتعامل مع ظروف حياته بالطريقة التي تريحه، ولكن إطالة هذه المرحلة ومدّها لسنوات قد ينعكس سلباً على الشخص.
خذي وقتكِ لفحص نقاط الضعف التي تدفعكِ إلى الخمول، واخرجي بخطة تناسبكِ، ولتحقيق هذه الغاية يطرح الخبراء نصائح تساعدك، ومنها:
قيّمي عملكِ وقدّريه
إنّ المفارقة في عصر السرعة أننا غالباً ما نكره عملنا. فقد يكون عملكِ ممتعاً ومكافِئاً حتى لو لم يكن هو الوظيفة المثالية لطموحكِ، وعليك أن تقدّري نفسكِ وعملك لتتمكني من التقدّم والإنجاز. فالعمل مهارة تتطلّب وقتاً وممارسة لتطويرها، ونظرتكِ الإيجابية للعمل لها تأثير كبير على مقدار ما تنجزينه. بالتالي ابتعدي عن الأشخاص المتشائمين الذين لا يتوقفون عن النق والتذمّر من المهام الموكلة إليهم في العمل، وامضي بعض الوقت مع الزملاء أصحاب الرؤية المتوازنة، ما يزيدك طموحاً بدل أن تغرقي في بؤرة من التعاسة يحفرها المتشائمون لأنفسهم ولغيرهم بإتقانٍ غيرِ واعٍ.
غيّري عاداتكِ
يومياً لدى عودتكِ إلى المنزل تُلقين مفاتيحكِ على الطاولة في غرفة الجلوس، وتستلقين على الأريكة وتشغّلين التلفزيون، ما يُعدّكِ لأمسية غير منتجة. اقطعي هذا الروتين، واطلقي عادة جديدة فوراً بدل أن تعدي نفسك بالقيام بمزيد من الأعمال غداً، ليأتي غداً وتكرّري عادتك بالجلوس.
وتذكّري، بأنّ قيامكِ بتعديلات طفيفة على عاداتكِ أفضل من أن تعدي نفسكِ بإصلاحات شاملة تبقى حبراً على ورق لغياب الإرادة في تنفيذها. فتغييراتُ السلوك الصغيرة تؤدّي إلى تحسيناتٍ كبيرة مع مرور الوقت، أما الغرق في سبات عميق وعدم الإنتاج فهو مجرد عادة فقط. من خلال الخروج من عاداتك القديمة وإنشاء عادات جديدة، سيعود النشاط اليكِ من جديد.
كوني ثابتة وتحقّقي من تقدّمكِ
بمجرد البدء بنشاط ما، التزمي به، لأنّ الكسل يستفيد من الثغرات الموجودة في إرادتك، ليعيدك إلى نقطة الصفر. والتعافي من الكسل مثل التعافي من الإدمان، ففي يوم واحد قد تنزلقين الى حفرة هذه الآفة من جديد. لكن لا يغب عن بالك بأنّ الكسل عادة، وليس سمة شخصية، والفشل في التغلّب عليه ليس نهاية المطاف بل إنه حافز للنجاح مرة أخرى.
بناؤكِ عاداتٍ جديدة، وتحسّنك مع مرور الوقت يمكن أن يعطيك الدافع الذي تحتاجينه للاستمرار. وعندما تدركين أنك حققتِ هدفكِ، وترضين عن تقدّمكِ، تتطلّعين لإنجازِ تقدّمٍ آخر، وعندها يموت الكسل.