كما منح الله تعالى الحرية لإبليس أن يعيش في هذه الدنيا كافراً متمرداً على أمره ويمارس إغواء البشر لتضليلهم وزرع الفتن بينهم مؤجلاً تعذيبه إلى يوم الحساب فالإنسان المؤمن يكون من أغبى خلق الله بمعرفة دين الله إن لم يمنح الكافر الحرية نفسها وذاتها وعينها التي منحها الله تعالى لإبليس اللعين .
لأنه لا قيمة للإيمان إنْ لم يولد في قلب الإنسان بحريته وقناعته وإرادته ، وليس بكافر ذلك الإنسان الذي يُجْبَرُ على الكفر ، وليس بمؤمن ذلك الإنسان الذي يُجْبَر على الإيمان .
إنَّ الإيمان لا يكون إيماناً إلا بالحرية والإختيار لا بالإجبار ، وإنَّ الكفر لا يكون كُفراً إلا بالحرية والإختيار لا بالإجبار ، لذلك قال الله تعالى لرسوله ناهياً له عن إكراه الناس على الإيمان بآية واضحة الدلالة ليس فيها غموض ولا لبْسٌ مطلقاً
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } سورة يونس رقم الآية (99).
إقرأ أيضا : علي شريعتي.. سيد قطب التشيع ورائد حركيته
وكذلك الأمر لا شرعية مطلقا لأي حاكم في الأرض ولو كان من المُتَقَدِّسين ( كالولي الفقيه المستبد ) إن لم يؤمن به أكثرية الشعب بقناعتهم وإرادتهم وحريتهم بالإختيار لا بوسائل القهر والعنف والقمع والإجبار .
وأي شعب بالأرض لا يملك الحرية السياسية ولا المنافسة السياسية الحرة باختيار حاكمه بحريته فهو شعب مقهور مغلوب على أمره ، وإن حاكمه طاغوت ولو كان زاهداً يخدعنا بنعله الممزق ، وعابداً يخدعنا بصلاته ، وباكيا يخدعنا في دعائه .
[ لا تنظروا إلى صلاتهم وصيامهم وحجهم بل انظروا إلى صدق حديثهم ووفائهم بالأمانه ] نصائح الأنبياء .
الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجئ سياسي في فرنسا .