في مثل هذا اليوم قتلوك.
خدعوا أنفسهم بسيّارةٍ مفخخةٍ، كان لا بدّ أن تأخذكَ إلى النوم، مثلما فعلوا بسواكَ من الأحرار.
لكنْ، مَن يستطيع أن يحذف أحلامكَ من عقلي؟!
مَن يستطيع أن يمنعني من رؤيتكَ كلّ يوم، ومن الجلوس معكَ كلّ يوم، ومن كتابة المقالات معكَ كلّ يوم؟!
ومن يستطيع أن يسرق حريةً هي في الهواء، وهي حيث حتى لا يصل هواء؟!
وهل الليل الذي تركوه لنا، وديعةً، هل يستطيع هذا الليل الوطنيّ المعيب، أن يطفئ نجمةً واحدةً، نجمةً واحدةً فحسب، من أحلامكَ التي ترعى عشب الحرية، حيث لا تصل يدُ غاشمٍ ولا جزمة محتلّ؟!
ما أجملكَ يا سمير، وأنتَ تؤنّبنا من بعيد.
ما أجملكَ، وأنتَ تؤنّبنا من قريب.
ما أجملكَ وأنتَ تدخّن. وتشرب القهوة. وتسخر من الطغاة.
قلائل نحن، أو كُثُر، أحلامنا، مثلكَ، غفيرة، ولا تُحصى.
كلما شاخ حلمٌ، فرّخ على كعبه جيلٌ من الأحلام، وراء جيل.
لن يتمكنوا منا.
كلّما قتلوا غيمةً، أو هشّلوها، نزف منها مطرٌ عميمٍ يكفي لمئة عام. لألف عام.
بعد قليل، بعد كثير، لن يكون ثمة مكانٌ يتسع للطغاة في هذه الأرض.
هذه الأرض، مهما فعلوا، لن تكون لهم.
هي لكَ، يا سمير. وللذين مثلكَ، يزهّرون، وينجبون الغضب والتمرّد والرفض، في كلّ صباحٍ ومساء.
هي لكَ هذه الأرض.
هي لكَ. وللحرية!