احتدم السجال بين حزب "القوات اللبنانية" وسفير لبنان في واشنطن غبريال عيسى بعد توجيه الأخير أصابع الاتهام لـ "القوات"، بما قال إنه "ضغوطات تمارس عبر الكونغرس لإعادة النظر بسياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه لبنان، وبشكل خاص باتجاه الجيش اللبناني لعدم قيامه بدور نزع سلاح (حزب الله)".
من جهته، كتب السفير عيسى مؤخرًا على صفحته الشخصية "فيسبوك": "لمن يحرض واشنطن ضد الجيش اللبناني لا حظوظ لكم بوجودنا، إرحموا حالكم وإستتروا".
بدورها، ردت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" نقلًا عن صحيفة "الشرق الأوسط" على ما قالت إنها "حملة يشنها عيسى على القوات اللبنانية من دون العودة مبدئيًا إلى إدارته لاستئذانها بالتصريح وإطلاق مواقف هي أقرب إلى شخصية حزبية منها إلى سفير يمثل الدولة اللبنانية".
من جهتها، أكدت سعي "القوات" سواء في لبنان وواشنطن وكل عواصم العالم إلى "تسليح الجيش وتقويته من أجل حسم ازدواجية السلاح لمصلحته منفردًا، لأن لا قيامة فعلية للبنان من دون سلاح أوحد بيد الجيش"، معتبرة أن ما أدلى به رئيس مقاطعة أميركا الشمالية في "القوات" جوزف جبيلي مؤخرًا "توصيف لواقع الإدارة الأميركية لجهة كونها مقسومة بين موقف غير متساهل مع لبنان وآخر متساهل على غرار البنتاغون، وبالتالي ما نقله يعبر بدقة عن موقف أميركي وليس عن موقفه الشخصي".
من جهة أخرى، شدد البيان الصادر عن الدائرة الإعلامية على أن موقف القوات "ينبع من إيمانها بضرورة سيطرة الجيش اللبناني على كامل التراب اللبناني"، لافتًا إلى أنها "عملت وتعمل على تقوية الدولة التي تشكل أحد أهداف القوات الأساسية، كما أن جبيلي يعمل بشكل دؤوب على فتح القنوات اللازمة من أجل تأمين التمويل الضروري للجيش وتوفير السلاح المطلوب من خلال الاتصال بقيادة الجيش ومع الجهات المختصة في الكونغرس والإدارة، ويمكن سؤال المعنيين في الجيش وواشنطن والذين يعلمون تمام العلم كيف تجهد القوات بهذا الاتجاه".
وأشارت إلى أن الحملة على "القوات" بدأها السفير عيسى، "وهي تدخل من ضمن الحملة الباسيلية (في إشارة إلى وزير الخارجية جبران باسيل) على القوات اللبنانية، وخصوصًا أن السفير معروف بانحيازه الفاضح وتحويله السفارة إلى مركز حزبي بدلًا من أن تكون سفارة مفتوحة للجميع، الأمر الذي يجب ألا يستمر على هذا المنوال، حرصًا على صورة الدولة ومؤسساتها".