كتبت لميا شديد في "سفير الشمال": عادت قضية التلوث في شكا وخطر الاصابة بأمراض قاتلة الى الواجهة من جديد بعد صدور تقارير من جهات خارجية تؤكد خطورة انتشار الاسبستوس في الهواء الطلق كما هو الوضع بين بلدتي شكا والهري. وها هو مشهد قساطل الاترنيت والالواح التي لا تزال موجودة وتسجيل اصابات جديدة بمرض Mesothelioma في البلدات المحيطة بالشركة يحرك الملف على خط دول ومنظمات عالمية.
وتحولت قضية الكميات الهائلة من قساطل وألواح الاميانت وما تبقى من انتاج شركة الاترنيت في بلدتي شكا والهري الى قضية عالمية بعدما اطلق المعنيون بملف البيئة والتلوث والصحة صرخة وصل صداها الى دول خارجية بدأت تتفاعل مع الملف.
منذ 20 عاما تم اقفال شركة الاترنيت وتعيين حارس قضائي عليها بعد صرف كل العمال والموظفين من دون اعطائهم تعويض نهاية خدمتهم.
الموضوع ليس هنا، بل ابعد من ذلك بكثير والتقارير العالمية تؤكد الخطر الصحي الكبير الناتج عن تفتت الاميانت وتطاير الغبار.
وها هو كل عابر للاوتوستراد بين طرابلس وبيروت في الاتجاهين يرى بأم العين رفوفا من القساطل والالواح المنتشرة في محيط وحرم الشركة المقفلة التي رحل اصحابها بعد ترحيل العمال الذين لا يملكون ثمن عبوة دواء يشفيهم من أمراضهم.
وحيال هذا الواقع وجه ابن بلدة شكا الدكتور جورج خوري كتابا مفتوحا الى مدير المكتب الاقليمي للشرق الاوسط في منظمة الصحة العالمية الدكتور أحمد سليم سيف المندري شرح فيه واقع مصنع الاسبستوس الذي اقفل قبل 40 عاما بعد اكتشاف الآثار المميتة للالياف الاسبستية على الصحة، حيث تم ابقاء اطنان من منتجات الاسبستوس في الهواء الطلق في محيط منشآت المصنع الذي يقارب المئة الف م2 . ولفت خوري الى "المطالبات المتكررة لسكان المنطقة والجمعيات التي تهدف حماية البيئة لتنظيف المكان الملوث وتنقية البلدة والمنطقة المحيطة بها من آثار الاسبستوس لم يحصل اي تحرك من البلدية ومن وزارة البيئة على مدى 40 عاما من دون اتخاذ اي مبادرات لحماية المواطنين. وفي كل عام تشهد شكا العديد من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة فإذ بنا ندفن موتانا اليوم بانتظار موتى الغد".
وسأل المنظمة "ما اذا كان بوسعها ان تقوم بأي شيء او تأخذ أي مبادرة، بشكل مباشر، قد تساعد على انقاذ من تبقى من ابناء البلدة والمنطقة وسكانها وحمايتهم من هذه الكارثة المستمرة اما من خلال تحفيز او اجبار الحكومة اللبنانية لوضع هذه القضية على رأس جدول اولوياتها في مجال الصحة العامة والشروع في ازالة الاسبستوس من محيط المعمل والبلدة".
اما رئيس لجنة حماية البيئة في شكا والجوار بيار ابي شاهين فأكد أن "البضاعة الموجودة وبحسب تقارير المنظمات العالمية تشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين وتهدد بخطر الاصابة بمرض Mesothelioma ما يعني أن صحة المواطنين بخطر وعلينا ان ندق ناقوسه".
واشار الى ورود رسالة من احد أبناء كفرحزير الموجود في أميركا والذي خسر والدته بهذا المرض منذ 5 سنوات وبدأ يشكو هو ايضا بعد شهر من وفاتها من مشاكل صحية في رئته بسبب تعرضهما للاسبستوس في السبعينات في بلدته، كل هذا استدعى خضوعه لعلاج كيميائي واشعاعي وبلغت كلفة علاجه حتى الآن ما يقارب المليار ليرة على نفقة التأمين الطبي المؤمن من الشركة التي يعمل فيها. وسأل "ماذا سيحل بمن ليس لديه تأمين طبي؟".
ولفت ابي شاهين الى "وجود 6 اصابات جديدة في شكا والوضع بات في غاية الخطورة"، مشيرا الى أن "هناك 79 عاملا من اصل 170 من عمال الشركة المذكورة قد ماتوا بسبب مرض Mesothelioma الناتج عن الاسبستوس وهناك أحد المدراء الذي صرف من عمله عند اقفال الشركة من دون الحصول على تعويض مادي، قد توفي لأنه لم يستطع تلقي العلاج ولم يجد من يشتري له الدواء الشافي. نحن بصدد اثارة الموضوع في الخارج ولدينا دراسات علمية تثبت خطورة البضاعة المتفتتة على جانب الاوتوستراد وفي محيط الشركة وانتشار غبارها وهي موجودة في الهواء الطلق وظاهرة للعيان".