أعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي عن تأسيس اتحاد "الاعلام المسيحي في الشرق الاوسط"، واشار خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس مجلس ادارة "تيلي لوميير" جاك كلاسي ظهر اليوم في القاعة العامة في الوزارة، الى ان "هذا الاتحاد اليوم نموذج من نماذج التواضع المسيحي، وكلنا نعرف قصة اليهودي والسامري، فالسامري هو من ساعد المصاب ونقله وهو اهم من الفريسي الذي كان يدعي انه ذاهب للصلاة وليس معه وقت لمساعدته، فالقضية هي قضية الانسان في أي زمان ومكان، وعندما تتواجد حرية الانسان يكون المسيح حاضرا سواء كان مسيحيا ام يهوديا او مسلما. رسالتنا ان نكون حاضرين لاجل الانسان اينما كان، وهي رسالة الاعلام كإعلام، ورسالة المسيحية كمسيحية، هي ان نقدم نموذجا مختلفا لهذا الشرق ومن خلال هذا المشرق للاخر وان نعلم العالم كيف نعيش نحن والمسلمون في هذا الشرق كأكبر ديانتين او اكبر مجتمعين، كيف نعيش وكيف نتفاعل مع بعضنا البعض".
اضاف الرياشي: "لو كنا ننطق عبر هذا الاعلام بألسنة الملائكة ولم تكن فيها المحبة، وأزيد على بولس الرسول ولم تكن لدينا شجاعة المحبة، لان المحبة في هذه الايام تحتاج الى شجاعة اكثر من اي شيء آخر، فلا يمكننا ان صنع اي سلام، ولسنا سوى نحاس يطن او صنج يرن، ونأمل التوفيق لكم على أمل ان تقدموها بجرأة ونحن نحتاج اليها اليوم، لان اي شيء فاسد يتفوق على الحسن، ليس لقوة الباطل انما لخوف الحق، ولا تخافوا من قوله لان عدم قوله يعرض الباطل لان يتقدم على حساب الحق، لانه باطل ونحن ضعفاء".
من جهته قال كلاسي "اننا في زمن العنصرة، والعنصرة هي رد إلهي على بلبلة برج بابل، وهذه البلبلة سببها الكبرياء بتحدي الرب، وكانت نتيجتها: إله الكون فرق الألسن وشتت بناة هذا البرج ولم يعد أحد يفهم على أحد. أتت العنصرة لتعيد لغة السلام، لغة المحبة، لغة التلاقي، لغة الكرامة، لغة الإلفة ولغة التفاهم. إتحادنا اليوم في زمن العنصرة ما هو إلا رد على البلبلة الحاصلة اليوم بالإعلام. هذه الفوضى التي تعم الحياة الإجتماعية والدينية والإقتصادية والسياسية لا يصلحها إلا إعلام مسؤول وهو يختصر بكلمتين: قول الحقيقة، إحترام الآخر مهما كان دينه، عرقه، لونه وأصله. فالخوف الذي نعيشه اليوم والذي يعيشه أولادنا، سببه إعلام متطرف وإعلام غير مسؤول، وكأن هدف هذا الإعلام إفراغ الشرق من مسيحييه وبالتالي محو حضارة عمرها الفا سنة هي حضارة المحبة. كلنا مسؤول عن بعضنا البعض أمام الله والتاريخ".