على خلفية التحضير لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري، يعترض تشكيل هذه الحكومة عقبات كثيرة ابرزها الخلافات على الحقائب الوزارية بين القوى السياسية، لكن اللافت أن عقبتان رئيسيتان تقعان في صلب الأزمة.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر سياسية لبنانية نقلاً عن صحيفة "العرب"، أن "عقدة جديدة ظهرت على طريق تشكيل الحكومة، وأن هذه العقدة تتمثّل في وجود ما بات يسمّى (حصّة لرئيس الجمهورية) في هذه الحكومة، إضافة إلى حصة التيّار الوطني الحرّ الذي يرأسه النائب جبران باسيل".
وأدت هذه الحصة إلى رفض العديد من القوى السياسية لها، وابرزها إعتراض رئيس مجلس النواب نبيه بري، إذ نقل عنه زواره أنّ "مثل هذه الحصّة كانت في الماضي (حصّة سورية) في الحكومة، خصوصاً في عهد الرئيس إلياس الهراوي، ولاحظ أنّ ميشال عون نفسه كان اعترض على وجود مثل هذه الحصّة في عهد الرئيس ميشال سليمان الذي لم يكن يمتلك حزباً سياسياً".
وعلى غرار المطالبة بحصة لرئاسة الجمهورية، يدور الحديث عن مطالبة الحريري بحصة له على اعتبارها (حصة لرئيس الحكومة)، حيث قال الحريري لدى سؤاله عن حصة تيار المستقبل "لا أدري، ولكن تيار المستقبل هو تيّار المستقبل ولا يمكن لأحد أن يشكّك في وجوده، كذلك هناك حصّة لرئيس الحكومة"، وفسّرت الأوساط السياسية كما وصفت الصحيفة، كلامه بأنّه "مثلما أن هناك حصة لرئيس الجمهورية، هناك حصة لرئيس الحكومة".
أما فيما يخص العقبة الثانية، فهي محاولة إلغاء حزب "القوات اللبنانية"، حيث يواجه الحريري مشكلة كبيرة وهي "مسيحية – مسيحية" حسب ما وصفت المصادر السياسية، ولاحظت أنّ "التيار الوطني الحر يعتبر أن لديه كتلة من 29 نائباً ويريد الحصول على معظم الوزراء المسيحيين (عددهم 15 وزيراً) وترك 3 وزراء للقوات اللبنانية، وفوق ذلك، يريد الحصول على حصة رئيس الجمهورية".
وذكرت المصادر ذاتها أن "القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، والتي لديها خمسة عشر نائباً ترى أنّ هناك محاولة لشطبها من المعادلة السياسية اللبنانية وذلك بسبب العلاقة الوثيقة التي تقيمها مع المملكة العربية السعودية".
وعدا عن عقبة حصة رئيس الجمهورية، وعقبة إلغاء القوات، لفتت صحيفة "اللواء"، إلى عقبات أخرى يصطدم بها تشكيل الحكومة وهي:
- عقدة إصرار النائب السابق وليد جنبلاط على أن تكون كل حقائب الدروز من حصة اللقاء الديمقراطي، وهذا يسبب مشكلة مع النائب طلال أرسلان.
- إصرار (حزب الله) على تمثيل السنّة الثمانية خارج كتلة «المستقبل» التي تطالب بحصة لتمثيل السنّي في داخلها، خلافاً لما يطالب به الحزب بضرورة تمثيله بوزارة وازنة تهتم بالبقاع، مع تمثيل أحد حلفائه السنّة.