شدّد النائب في تيار "المستقبل" بكر الحجيري على أن حل مشكلة التفلّت الأمني الحاصل في منطقة بعلبك يكون بالسياسة وليس بالعسكرة، لافتا الى ان من يتحمل مسؤولية ما يحصل هم اصحاب القرار السياسي على الأرض باعتبار انه وبغياب قرار مماثل وبالتمسك بحل أمني كالطلب من القوى الأمنية اطلاق النار على المطلوبين نكون نفاقم الأزمة بدل أن نحلّها.
وفي حديث لـ"النشرة" نبّه الحجيري من ان "الحل على الطريقة العشائرية هو المسيطر حاليا، باعتبار انه اذا أقدم احد العسكريين على اطلاق النار على احد المطلوبين وقتله، تتخذ عائلة من قُتل قرار بتصفية العسكري، وهذا الموضوع خطير جدا ويتطلب قرارا سياسيا جريئا من قبل "حزب الله" و"حركة أمل"، وهذا القرار قادر لا شك على حل 99% من المشكلة".
لوقفة وطنية...
وحثّ الحجيري على وجوب معالجة هذا الملف بعيدا عن منطق المزايدات وتحميل القوى الأمنية حصرا مسؤولية ما يحصل، لافتا الى ان المواطن في المنطقة "كفر بكل شيء سواء بالسياسة او العسكرة". وقال:"أما المطالبة بالزراعات البديلة لحل الأزمة، فهي في غير مكانها تماما، باعتبار ان مشكلتنا الاساسية هي بالمخدرات المسؤولة عن تفاقم اعداد المخلّين بالأمن سواء في بعلبك او الهرمل او عرسال".
وشدّد الحجيري على ان المطلوب "وقفة وطنية" حدودها البلد ككل وليس منطقة معينة، لافتا الى "اهمية ان يتزامن القرار السياسي الحزبي المطلوب مع العمل على وضع حد لآفة المخدرات والا سنبقى نراوح مكاننا".
الوزارة مركز ميليشياوي؟
وتطرق الحجيري لموضوع تشكيل الحكومة، مستهجنا شد الحبال الحاصل بين القوى السياسية حول الحقائب والوزارات، مشيرا الى ان "كل وزارة باتت أشبه بمركز ميليشياوي يسعى من خلال الوزير الى توظيفات عشوائيّة فيما البلد يعاني من أزمة اقتصادية خانقة ومهدّد بالافلاس".
واعتبر الحجيري ان مواصلة القوى السياسية التعاطي مع موضوع تشكيل الحكومة انطلاقا وفق مبدأ تقاسم الحصص وقالب الجبنة، لا يوحي بأننا نتجه لبناء دولة حقيقية، وقال:"حتى ان الامور وصلت بالبعض للمطالبة بحكومة من اكثر من 30 وزيرا، لكن رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري كان بالمرصاد مؤكدا ان سقف الحكومة المقبلة هو 30".
الأولوية للملف الاقتصادي
وعن أولويات الحكومة الجديدة، قال الحجيري انه يجب أن تكون للنهوض بالوضع الاقتصادي الذي يؤثر على الوضع الاجتماعي، مشددا على وجوب "الانصراف لوضع حد للانهيار الحاصل، فالناس جائعة والبطالة السبب الرئيسي في كل أزماتنا".
وخلص الحجيري الى القول ان "الانماء كلمة فضفاضة يعتمدها الفرقاء السياسيون، فيما العمل يتوجب ان يكون على الارض وبأسرع وقت ممكن حتى قبل تشكيل الحكومة الجديدة، بمحاولة لاستيعاب اي تداعيات اضافية، لا سيّما وان من يفتقد ربطة الخبر في منزله يصبح عرضة لكل أنواع المخاطر".