على رغم الهجوم الذي يشن يومياً على برنامج المقالب «رامز تحت الصفر» الذي يقدمه الممثل رامز جلال، فإن الإقبال الجماهيري على البرنامج لا يخفت، كما تتزايد في شكل غير مسبوق نسبة الإعلانات التي تبث عبر فقرات البرنامج.
تدور الفكرة هذا العام حول استضافة عدد من الفنانين (منهم نور وياسمين صبري ومحمد عبدالرحمن وبيومي فؤاد وعمرو يوسف وأكرم حسني وخالد الصاوي وأحمد الفيشاوي وريم مصطفى وهنا الزاهد) في روسيا للمشاركة في أحد البرامج الرياضية، بهدف التعليق على مشاركة مصر في كأس العالم لكرة القدم، ويقعون هناك في المقلب بعدما يتنكر رامز جلال في صورة مدرب منتخب مصر لكرة القدم الأرجنتيني هيكتور كوبر، فيما يتنكر في الحلقات التي يستضيف فيها نجوم الكرة، ومنهم محمود تريزيجيه وسعد سمير ومحمود كهربا وشريف إكرامي وعبدالله السعيد، في شخصية شقيقة كوبر.
وعلى رغم الانتقادات التي تعرض لها البرنامج مع عرض حلقاته الأولى، والمطالبات بوقفه، واتهامه بتجاوزه الحدود الأخلاقية المسموح بها، وأنه يمثل عنواناً للإسفاف، فضلاً عن اتهامات أخرى لرامز بالتحرش بالنجمات من ضيوفه لفظياً وجسدياً، فإن وكيل نقابة الإعلاميين سهام صالح أكدت في بيان لها أن لجنة المتابعة والرصد داخل النقابة، لم ترصد أية مخالفات للبرنامج المعروض حالياً على شاشة «أم بي سي مصر». وأوضحت أن ما يحدث من جدل حول البرنامج ودعاية ضده ما هي إلا «نفسنة وحرب إعلانات»، وقالت إن البرنامج من البرامج الجماهيرية التي تدخل كل البيوت العربية والجماهير تنتظره كل عام، وأنه يراعي الالتزام بأخلاقيات المجتمع العربي حتى يضمن نجاحه، وهو ما عمل عليه القائمون على البرنامج. وفي ردها عن أن القناة التي تعرض البرنامج والشركة المنتجة له غير مصرية، وبالتالي لا تخضعان للقوانين المنظمة داخل مصر، قالت إن أي قناة تعمل داخل مصر يتم رصد ما تبثه من قبل نقابة الإعلاميين، وأن لجنة المتابعة تتابع كل البرامج لرصد المخالفات، وإجراء تحقيق حولها مع إمكان استدعاء القائمين على الوسيلة الإعلامية أو البرنامج لكتابة تقرير حول حقيقة الأمر، ورفعه إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لاتخاذ الإجراء اللازم طبقاً للصلاحيات التي كفلها له القانون.
وعلى رغم أن البرنامج أثار ضجة في بداية عرضه، وتعالت الأصوات المطالبة بضرورة وقفه، وتبرع بعضهم وطلب من المدير الفني للمنتحب المصري كوبر بأن يقاضي رامز بسبب استخدام اسمه وشخصيته في البرنامج، فإن كوبر خرج عن صمته، من خلال مصدر مقرب منه، وقال إنه لم يشاهد سوى 3 دقائق فقط من البرنامج، وكان تعقيبه أنه لا يريد التعليق على الأمر، وأكد أن الشخصية التي يجسدها رامز لا تشبهه على الإطلاق، وأنه لا ينوي رفع دعاوى قضائية ضده، معتبراً تقليد الناس أمراً عادياً، إلا إذا تم التطرق إلى أمور شخصية على حد قوله.
وعلى رغم تكتم فريق عمل البرنامج والضيوف الذين ظهروا في حلقاته على المقابل المادي الذي تقاضونه، فإن الواضح أن المبالغ تجاوزت الأرقام التي تم رصدها للضيوف في السنوات الماضية، خصوصاً أن حلقة الضيف الواحد استغرقت وقتاً طويلاً ما بين سفر إلى موسكو وإقامة ثم تصوير وعودة. وما يؤكد أن الأرقام مرتفعة للغاية هذا العام، ما صرح به الإعلامي عبدالله مخارش قبل فترة بأن رامز عرض على الفنان محمد عبده مبلغاً باهظ الثمن مقابل حلقة في برنامجه، وما تردد عن تقاضي ياسمين صبري أجراً قدره مليون جنيه، وهو الأجر ذاته الذي كانت ستتقاضاه مقابل قيامها ببطولة مسلسل تلفزيوني من 30 حلقة.
وكشف عاملون في البرنامج أن الكلفة الإجمالية للبرنامج والتي تتمثل في أجر رامز وفريق الإخراج والتصوير وبقية الفنيين والإقامة والسفر وأجور الضيوف وأعمال الخدع والغرافيك والمؤثرات البصرية وغيرها، يتم تعويضها بأكثر من ضعفها من عائدات الإعلانات التي تتزايد في صورة كبيرة مع بدء العرض، ودللوا على كلامهم باستمرار إنتاج البرنامج لعدد من السنوات المتتالية خلال شهر رمضان.
وانقسم الجمهور والنقاد بين فريقين، أكد الأول وهم كثر أن البرنامج ما هو إلا لعبة متفق عليها، والضيوف ما هم غير ممثلين يقبلون العرض من أجل المال، وأنه اعتمد على الفبركة والاتفاق الضمني بين رامز والضيوف، واستندوا إلى أن شكل شخصيتي كوبر أو شقيقته التي تقمصهما رامز وطريقتهما غير مقنعة بالمرة. أما الفريق الآخر فأكد أن البرنامج حقيقي، واستندوا إلى الخوف والرعب والبكاء الذي صدر من غالبية الضيوف.
واحتل البرنامج نصيب الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ شن رواد هذه المواقع هجوماً شرساً على مقدم البرنامج وضيوفه واعتبروا ما يقدم عنواناً للإسفاف والسوقية في الألفاظ وخدشاً للحياء.
وكان جلال قدم خلال السنوات الماضية عدداً من برامج المقالب التي تشابهت في المضمون، واختلفت في العناوين، ومنها «رامز واكل الجو» و«رامز بيلعب بالنار» و«رامز قرش البحر» و«رامز عنخ أمون» و«رامز ثعلب الصحراء» و«رامز قلب الأسد» و«رامز تحت الأرض».