بعد غياب لأكثر من أربعة أعوام عن المنتخب الوطني، أثبت المهاجم «المشاغب» ماريو بالوتيلي الإثنين أنه كان اللاعب الذي افتقدته إيطاليا خلال التصفيات المؤهّلة الى مونديال روسيا 2018 والتي انتهت بغياب «الاتزوري» عن النهائيات للمرة الأولى منذ 60 عاماً.
وقرّر المدرب الجديد للمنتخب الإيطالي روبرتو مانشيني المراهنة مجدداً على بالوتيلي في أوّل تشكيلة له بعد تعيينه في منصبه خلفاً لمهندس كارثة التصفيات جانبييرو فنتورا، وأشركه أساسياً الإثنين في اللقاء الودّي ضد السعودية المشارِكة في كأس العالم، خلافاً لأبطال العالم أربع مرات.
ومنح مانشيني مهاجمه السابق في انتر ميلان ومانشستر سيتي الانكليزي فرصة إثبات نفسه والتأكيد أنّ التجربة المخيّبة التي عاشها مع ليفربول الإنكليزي وميلان أصبحت خلفه، وبأنه قادر على نقل المستوى الذي ظهر به في الموسمين الأخيرين مع نيس الفرنسي الى المنتخب الوطني.
وخاض بالوتيلي مباراته الأولى مع بلاده منذ الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول لمونديال البرازيل 2014 ضد الاوروغواي (0-1)، وكانت عودة «المشاغب» موفّقة تماماً، إذ نجح في ترجمة الأفضلية المطلقة لرجال مانشيني بهدف جميل بتسديدة من خارج المنطقة الى يسار يمين الحارس محمد العويس (21)، مسجِّلاً هدفَه الأول بقميص «الاتزوري» منذ 14 حزيران 2014 ضد انكلترا في الدور الأول من مونديال البرازيل.
ورفع بالوتيلي رصيده الإجمالي الى 14 هدفاً في 14 مباراة، ليصبح ثالث أكثر اللاعبين الحاليين تهديفاً مع المنتخب بعد دانييلي دي روسي (21) والبرتو جيلاردينو (19).
ويأمل بالوتيلي الآن أن يظهر المستوى نفسه ضد خصم من عيار أكبر بشخص المنتخب الفرنسي الذي يواجه المهاجم الإيطالي على «أرضه» في نيس غداً في لقاء يدخل ايضاً ضمن استعدادات «الديوك» لنهائيات مونديال روسيا.
ورأى مانشيني بعد لقاء الإثنين الذي أقيم في سانت غالن السويسرية، أنه «من المهم جداً للمهاجم بأن يسجّل، لكن بإمكانه القيام بأكثر من ذلك».
وكلام مانشيني في هذا الخصوص لم يأتِ من فراغ، فهو كان خلف إطلاق نجم بالوتيلي مع انتر ميلان حين كان لا يزال في السابعة عشرة من عمره، كما تجدّد الموعد بين الرجلين في إنكلترا حين عملا معاً في مانشستر سيتي.
وبإمكان المدرّب السابق لزينيت سان بطرسبورغ الروسي استخراج أفضل ما يملكه «سوبر ماريو» استناداً الى تاريخهما معاً.
ورأى مانشيني أنّ «تاريخه (بالوتيلي) فريد من نوعه، كان لاعباً كبيراً منذ بداياته كشاب، ثمّ عجز عن الارتقاء الى مستوى التوقعات. لكني واثق (بقدرته) لأنه عمل بشكل جيد خلال العامين الأخيرين حيث سجّل مع نيس 43 هدفاً في مختلف المسابقات.
وتابع «أرى بأنه كبر، أصبح أكثرَ نضجاً، أصبح أباً وأعتقد أنّ هذا الأمر يساعد».
«استفيقوا رجاءً»
وخلافاً للماضي، أظهرت الصور التي تداولتها وسائل الإعلام الإيطالي طيلة أسبوع بالوتيلي بشخص الرجل الهادئ الذي يتعامل مع زملائه في المنتخب بأريحيّة، يتبادل الابتسامات مع سيموني زازا على مقاعد البدلاء بعد استبداله في مباراة الإثنين ضد السعودية، والنكات مع زميله في غرفة الفندق لورنزو انسينيي، أو حتى إهدائه الهدف الذي سجّله لروح قائد فيورنتينا الدولي دافيدي استوري الذي فارق الحياة في آذار بسبب أزمة قلبية.
وحتى إنّ قائد المنتخب وميلان ليوناردو بونوتشي أشار الى «أني أجده أكثرَ نضوجاً»، خلافاً لما كان عليه الوضع قبل أربعة أعوام حين كان من بين اللاعبين الذي طالبوا باستبعاد «سوبر ماريو» عن المنتخب بسبب «عدم التزامه وتفانيه» لقميص «الاتزوري». ورغم الغياب عن المنتخب لأربعة أعوام، يبقى بالوتيلي أفضل مهاجم في الجيل الحالي بتسجيله 14 هدفاً في 34 مباراة، مقابل 7 في 32 لتشيرو ايموبيلي أو 5 في 16 لأندريا بيلوتي الذي دخل بدلاً من مهاجم نيس في مباراة الإثنين وعزّز تقدّمَ بلاده بهدفٍ ثانٍ.
وبالنسبة لمتابعين كثر، كان لا بد من عودة بالوتيلي الى المنتخب في ظلّ غياب المواهب الهجومية، خلافاً للمنافس المقبل المنتخب الفرنسي الذي يسافر الى روسيا دون لاعبين مثل كريم بنزيمة والكسندر لاكازيت أو انطوني مارسيال، ما يزيد من عمق الجرح الإيطالي بحسب صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت».
لكنّ عودة بالوتيلي الى المنتخب أعادت الى الواجهة شعارات عنصرية سابقة كانت تأخذ عليه بأنه ليس إيطاليا بل من أبوين غانيين، إذ رُفعت الإثنين في سانت غالن لافتة كُتب عليها «قائدي إيطالي الدم».
وردّ بالوتيلي الذي كان نائب قائد المنتخب في الكثير من المباريات، على ما رُفع ضده، كاتباً في حسابه على انستاغرام: «نحن في عام 2018 أيها الناس. استفيقوا رجاءً».