التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب ماتينيون، وكان عرض للهواجس التي يشعر بها اللبنانيون، نتيجة لتطورات الاحداث في منطقة الشرق الاوسط وتداعياتهاعلى الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في لبنان، وضرورة ايجاد مناخ يدعم سلام وامان المنطقة.

وشدد غبطته على اهمية استمرار علاقة الصداقة التاريخية بين لبنان وفرنسا ودعمها من خلال المواقف المساندة للبنان لتجاوز الصعوبات والمخاطر التي تهدد مواطنيه.

وجدد البطريرك الراعي دعوة الاسرة الدولية إلى الاتفاق على احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط، الامر الذي سينعكس ايجابا على كافة دول المنطقة وخصوصا لبنان، الذي يرزح تحت عبء النازحين السوريين ووضعه الاقتصادي الضعيف ومشكلة قطاعه التربوي وهذا كله يهدد الحضور المسيحي في الشرق ويشكل عاملا قويا لهجرتهم والانسلاخ عن ارضهم". ولفت الى اهمية "عقد موتمر للسلام لمساعدة شعوب الشرق على العيش بسلام في اوطانها".

في المقابل لمس البطريرك اهتماما ملفتا من ماتينيون الذي اكد على "محبة فرنسا للبنان واستعدادها الدائم لتقديم المساعدة والوقوف الى جانب لبنان في مراحله الدقيقة".

وكان البطريرك الراعي لبى دعوة السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان إلى حفل استقبال في السفارة اللبنانية حضره الى الوفد المرافق فعاليات اكاديمية واجتماعية وثقافية لبنانية.

بداية القى السفير عدوان كلمة رحب فيها بالبطريرك والحضور، وقال: "نرحب بكم ترحيب الابن بابيه في دارته. لقد اعطيتم مجد لبنان الذي اعطى بدوره للعالم رجالا ونساء اسسوا لعلاقات قوية مع الدول.انه بلد الرسالة والغنى وهو يواجه تحديات عبرتم عنها للمسؤولين الفرنسيين بدءا من الرئيس ماكرون وسلمتموه مذكرة تضمنت النقاط التي اتت نتيجة للمؤتمرات الدولية التي عقدت لدعم لبنان. ونحن في هذا الاطار نقول ان الاقتصاد في ظل الفساد هو فقر والوجود المسيحي الضئيل هو فقر والفرنكوفونية المحصورة بايدي مالكي الاموال فقط هي فقر".

وتابع عدوان قائلا: "دورنا ان نعيد الاقتصاد الى حيث يجب ان يكون فيكون لبنان بلدا لا بطالة فيه لمن يرغب العمل فيه. هدفنا هو عودة النازحين الى وطنهم لحماية تاريخهم وارثهم ونحن نعتني بارضنا ونساهم في نموها. قريبا نحتفل بالمئوية الاولى لنشاة لبنان ودوركم هو تأكيد لدور الدولة في الحفاظ على مكون اساسي يغني باقي المكونات ويغتني من علاقته بها والفرنكوفونية بات لبنان من اخر المدافعين عنها لبنان هو مفتاح نجاحنا فلا سلام من دون انفتاح".

وختم عدوان: "تأكدوا غبطتكم اننا سنكون بخدمتكم ورعاياكم وخدمة الدولة واهدافها".

بدوره شكر البطريرك الراعي لعدوان كلمته، مثنيا على "الحضور وما يمثله من رموز كبيرة نفاخر بها". ووجه "تحية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وللرئيس الفرنس ايمانويل ماكرون"، لافتا الى "العلاقات الطيبة بين البلدين منذ الف عام وهي مستمرة على اخلاصها".

واكد ان "السفارة قائمة بشخص اللبنانيين فيها والموجودين في فرنسا"، موجها "تحية للجالية اللبنانية التي تمثل الضمانة لبلادها وبحضورهم يظهرون قيمة لبنان"، واشار الى "اننا لا نحمل فرنسا مسؤولية او عبء مشاكلنا ولكننا من مبدأ العلاقة المتينة التي تربطنا بها عرضنا لهواجس تهدد عيشنا في لبنان العزيز على قلب فرنسا ونحن نشكر للمسؤولين الذين التقيناهم وعلى رأسهم الرئيس ماكرون عناية اصغائهم لنا بقلوبهم وليس فقط باذانهم وهذا دليل على المكانة المميزة لنا عندهم وهذا ترجمناه بالتمني بامكانية عقد موتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط يضع حدا للمأساة والعنف والدمار والقتل والتهجير التي تعيشه شعوب هذه المنطقة".

وفي الختام قدم البطريرك الراعي للسفير عدوان الميدالية البطريركية.