ما أكثر المتأثرين بجبل الشيخ جبل، إن تكلّم أو تحرّك أو تلفّظ بعبارة. الجزء الثاني من الهيبة العودة ("أم تي في"، "أم بي سي") هو على الأرجح جزءُ المبالغات، بالدماء والدعارة والعنف بوجوه عدّة. لسنا ممن يُدخلون مسلسلاً في محاكمة أخلاقية. الدراما في النهاية فنّ نحاسبه فقط إن كان جيداً أم رديئاً. الفنّ بذاته حرّ، لا يُدان ولا يجوز تعليق مشنقته. العتب على مشهد ضرب جبل (تيم حسن بأداء رائع) زوجته سميّة (نيكول سابا) في حلقة الأمس، مُنطلقه علّة جوهرية، هي فرط تأثّر المتابع بالشخصية والانجراف نحو تقليدها بالحرف، علماً أنّ رفض ثقافة العنف محسوم، لا يحتمل أيّ مساومة أو ذريعة أو وجهة نظر.
أمكن المُخرج الاستغناء عن المباشر والاكتفاء بالإشارة، لكنّ الاصرار على التضخيم (الضرب بـ"القشاط") يتّكئ على نيّة بإثارة الجدل، بين موافق على مبدأ أنّه يحقّ للدراما كلّ شيء، وبين مُعترض كون كثراً معجبون بـ"رجولة" جبل، فإن ضرب امرأة، "برَّر" للبعض الضرب أو "حرّض" عليه وكرّسه ردّ فعل "طبيعية" إزاء الغضب. الإيحاء أصدق درامياً وأقوى حضوراً، وما لا يُقال أعمق من الفجور المشهدي.
إدانة ثقافة العنف واحدة، سواء في مسلسلات سامر البرقاوي أو أفلام كوينتن تارنتينو. ليست الكتابة للمحاسبة أو لوضع الخيالات في قفص. انتشار المسلسل جماهيرياً يحمّله مسؤولية، فلا يكون فقط عاملاً سلبياً في الوجدان.