الامتحانات الرسمية ليست صعبة هذه السنة. الأسئلة ستكون سهلة ومقبولة ومفهومة. سيدخل تلامذة لبنان، المرشحون لامتحانات شهادتي "البريفيه" في 30 أيار، والثانوية العامة بفروعها الأربعة في 6 حزيران، إلى مراكز الإمتحانات، ولن يواجهوا صعوبات في الرد على الأسئلة. وستكون التوصيفات المحددة من وزارة التربية والمركز التربوي مرجعاً، طالما لا تخرج عن المنهج ولم تصعّب الأسئلة، لا بل سهلتها، وكذلك يمكن للمرشحين الاعتماد على الشامل الذي يتضمن أسئلة مواد الإمتحانات كلها في الدورات السابقة مع إجاباتها.
لن يكون هناك أي تعديل في عمليات التصحيح،او تغيير الباريم لمادة معينة أو لبعض المواد، والأسئلة ستكون ضمن الإطار المقبول من الجميع. علماً أن التوصيفات تحتوي على نماذج لمسابقات الامتحانات مع أدلتها التوضيحية. ويتضمن المحتوى توصيفات لكل المواد التي يتقدم بها التلميذ الى الشهادتين المتوسطة والثانوية بفروعها الأربعة. وهي تساعد التلامذة على التركيز، وتحدد خريطة الطريق لدروس التلميذ المرشح للإمتحانات الرسمية، علماً أن ترجيحات كثيرة لأسئلة الامتحانات كانت تسرب في السنوات السابقة، من دون أن تكون مطابقة للامتحانات.
تنطلق الامتحانات الرسمية في أحسن الظروف وفق تأكيد وزير التربية مروان حمادة لـ"النهار"، فلا تعقيدات ولا مشكلات في التوصيفات، فيما التحضيرات أنجزت على مختلف الصعد، من بنك الأسئلة الى توزيع المراقبين وتجهيز المراكز. ويدخل نحو 60 ألف مرشح لامتحانات الشهادة المتوسطة "البريفيه" قاعات مراكز الامتحانات ولن يواجهوا صعوبة في الإجابة على الأسئلة حيث يمتحنون في مادتي الكيمياء والتربية، ولن يكون أي عائق أمامهم في إجراء الامتحانات.
تجرى الإمتحانات الأربعاء في 30 أيار لمرشحي الشهادة المتوسطة وتستمر حتى الإثنين في 4 حزيران، فيما تنطلق امتحانات الشهادة الثانوية بفروعها الأربعة صباح الأربعاء في 6 حزيران لـ41 ألف مرشح يتوزعون على 566 مركز امتحانات. وفيما أكد المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق في مؤتمر صحافي، اتخاذ كل الإجراءات لكي تكون الإمتحانات الرسمية جدية وعادلة وهادئة، ولكي تكون الأسئلة طبيعية وغير تعجيزية، أي أن تكون كلها لمصلحة المتعلم وأن تعبر عن عمله في خلال العام الدراسي بكل دقة وإنصاف ومن دون أي ظلامة في وضع الأسئلة أو في التصحيح وإصدار النتائج، كانت نقطة عالقة لم يجب أحد عنها وتتعلق بحجز بطاقات الترشيح من بعض المدارس لتلامذة لم يسددوا أقساطهم كاملة، وهو ما استدعى اتصالات من حمادة ويرق بالمعنيين في اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة لمعالجة هذا الموضوع، حيث أكد المدير العام للتربية أن حق التلميذ في الترشح هو حق من حقوق الانسان، وبالتالي لا المدرسة ولا وزارة التربية ولا اي استاذ يمكن ان يحرمه هذا الحق، لافتاً إلى أن الوزارة تصدر بطاقات بديلة للمرشحين وتحفظ حق المدرسة في الخلاف المالي والإداري.
هاجس إضافي طغى على التحضيرات لانطلاق الامتحانات، ويتعلق بمدى إنجاز المنهاج الدراسي للمواد في بعض المدارس الخاصة بسبب الإضرابات والتعطيل، وهو أمر طمأن بشأنه نقيب المعلمين رودولف عبود، فضلاً عن اجتماعات عدة واتصالات جرت مع اتحاد المؤسسات التربوية، فتم التاكيد على جهوزية المرشحين للامتحانات ومتابعة المعلمين للأمر، وبالتالي لا مشكلة في التقدم للامتحانات اليوم وكذلك في 6 حزيران المقبل لمرشحي الشهادة الثانوية. أما بالنسبة إلى ذوي الصعوبات التعلمية وأصحاب الحاجات الخاصة، فقد تم تخصيص غرف ضمن مراكز الإمتحانات من أجل تقريب المسافات وتسهيل وصولهم ومغادرتهم المراكز وفق ما أكد يرق، باستثناء مرضى السرطان الذين يعالجون في مركز سرطان الأطفال، فيتقدمون في المركز. علماً أن الامتحانات الرسمية في قطر وكينشاسا وغانا تجرى في الوقت نفسه مع الامتحانات في لبنان، وقد سافرت فرق لإجراء الإمتحانات الرسمية للتلامذة اللبنانيين في السفارات اللبنانية في الدول الثلاث.
بالنسبة إلى لجان وضع الأسئلة، أعطيت التوجيهات للجان الفاحصة ، وفق يرق، لكي تكون الأسئلة مفهومة وخالية من التعقيدات، وواضحة لجهة تحديد المطلوب من المرشح، "لكنها في الوقت نفسه تحافظ على مستوى الشهادة اللبنانية التي تحظى باعتراف واحترام من جانب مؤسسات التعليم العالي في لبنان والخارج، وهي معبر إلزامي إلى مؤسسات التعليم العالي، مهما تنوعت الشهادات العالمية أو الإقليمية التي تحظى باعتراف لجنة المعادلات، إستنادا إلى أحكام القوانين والأنظمة النافذة".
وأنجزت الإستعدادات التربوية لجهة مطابقة الأسئلة الموجودة في بنك الأسئلة لمضمون المناهج وروحيتها، والتحضيرات اللوجستية أيضاً لجهة نقل المسابقات وإيصالها إلى المراكز ثم إعادتها إلى مبنى الإمتحانات، فيما يحظى مركز وضع الأسئلة في مبنى الوزارة، بحراسة مشددة وتنقطع عنه الإتصالات على أنواعها، كما تنقطع وسائط التواصل الرقمي عبر الإنترنت باستخدام تقنيات التشويش التي توفرها مديرية المخابرات في الجيش.
وخصصت غرفة عمليات بالتعاون بين وزارة التربية واللجان الفاحصة ودائرة الامتحانات وبين الرابطات والنقابة لإستقبال شكاوى المرشحين والأهل والمواطنين وحل المسائل الناشئة فوراً على الرقم 01/772050. وفي ما يتعلق بوضع أسس التصحيح، فإن الآليات أصبحت أكثر تطورا لجهة التدقيق في توزيع العلامة على محاور السؤال، أو لجهة تلبية مقتضيات المنهج وأصول التقويم، ودراسة الوقت الصحيح المخصص للمسابقة الواحدة. علماً أن مبنى الامتحانات الجديد في بئر حسن جهز في شكل حديث للقيام بعملية التصحيح واستخدام المعلوماتية بصورة موسعة وأكثر تفصيلا بإدخال أجزاء العلامة في كل مادة، وإلزامية التصحيح من جانب المدقق بمعزل عن الإطلاع على علامة المصحح الأول والمصحح الثاني.
يؤكد يرق أن مركز الامتحانات ليس مركز رعب ولا هو مركز فلتان، وقد جرى وضع الأساتذة بهذه الصورة. هو جزء بسيط لامتحان معارف التلميذ. وقال إننا سنتخذ اجراءات مشددة في أي تسرع او تسهيل في مركز الامتحانات، انما ايضا لا نقبل أي حالة رعب، والاساتذة اصحاب رسالة ولا يفترض بهم ان يكونوا جلادين. وعلى المراقب التأكد من اجواء الهدوء والعمل لتوفيرها للتلميذ. أما عن الوقت المخصص للمواد العلمية، فقد جرى درس المسابقة وتوجيهات اللجان الفاحصة، لتأخذ الوقت الطبيعي لها.