أكد الموقع الإلكتروني لمجلة "ناشيونال إنتريست" انه لا يمكن للنظام الإيراني الحالي أن يكون صديقاً للولايات المتحدة ، وان صناع السياسة الأميركية فشلوا في تطوير علاقة أقل عدائية مع هذا النظام طيلة عقود من الزمن، وان أياً من الدولتين لم تستفد من حالة العداء الدائم، وعليه يمكن القول إن إيران لا تشكل تهديداً كبيراً لأميركا.

وبحسب الكاتب دوغ باندو، المساعد السابق لرونالد ريغان، الرئيس الأميركي الأسبق، فإنه على الرغم من الترويع الذي تمارسه واشنطن بحق طهران والتخويف منها، لكن يمكن القول إن إيران بلد ضعيف عسكرياً، ومنبوذ اقتصادياً، ومنقسم سياسياً، ويفوق ما تنفقه أميركا على ترسانتها وقواتها العسكرية حول العالم بمقدار 30 ضعفاً ما تنفقه إيران.

ويتابع الكاتب قائلاً: "حتى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اعترف أن إيران ليست منافسة للسعودية، جيشها ليس بين الجيوش الخمسة الأوائل في العالم الإسلامي، الاقتصاد السعودي أكبر من الاقتصاد الإيراني. إيران بعيدة عن أن تكون منافسة للسعودية".

ويشير باندو إلى أن "إيران نجحت في أن تجد لها موطئ قدم في سوريا التي تعيش صراعاً منذ 7 سنوات، وأيضاً في اليمن المدمر، ولبنان المنقسم، وفي العراق عقب الغزو الأميركي وإسقاط نظام صدام حسين، ومن بين كل هذا الوجود الإيراني، أين هو التهديد لأميركا؟".

واستطرد قائلاً: إن "الحكومة الإيرانية تمارس الترويع بحق شعبها، ولكنها بأي حال من الأحوال لا تمارسه بذات الوحشية التي تمارس من قبل حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، مثل السعودية والبحرين".

وأضاف: "ومن ثم فإن مواجهة إيران ينبغي أن تكون بطرق تشجع على تحولها؛ فالبلاد مليئة بالأقليات الدينية، ومليئة بالشباب الليبرالي المحب لحياة الغرب، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مؤخراً".

ويعتقد بومبيو، بحسب الكاتب الأميركي، أن الضغط على الاقتصاد الإيراني يمكن أن يؤدي إلى استسلام طهران، وهي ذات الخطة التي اعتمدتها واشنطن عام 1953 عندما دعمت انقلاباً على حكومة مصدق، قاد بعد ذلك إلى دكتاتورية قومية ثم ثورة إسلامية.

ومنذ ذلك الحين، كما يرى الكاتب، كانت الولايات المتحدة هي المعتدية في الغالب؛ فقد دعمت صدام حسين في حربه مع إيران، وتسعى للإطاحة بحليف إيران في سوريا، نظام الرئيس بشار الأسد، وتهدد طهران بالحرب، وتسلح السعودية بشكل كبير وعدواني، ومن هنا يمكن القول إن لأميركا تأثيراً مزعزعاً لاستقرار الشرق الأوسط أكثر من تأثير إيران.

ويرى أنه على الرغم من أن بومبيو أشار في خطابه الذي ألقاه قبل نحو أسبوعين إلى أن واشنطن على استعداد للتفاوض، لكنه وضع جملة مطالب لا يمكن لإيران القبول بها.

ويستعرض الكاتب النقاط الـ"12" التي وضعها بومبيو من أجل القبول بالتفاوض مع نظام طهران، مؤكداً أنها جميعها لا يمكن لأي نظام القبول بها، في الوقت الذي راحت دول الخليج، حلفاء أمريكا، تردد ذات الإسطوانة الأمريكية.

ويختم الكاتب مقاله بتأكيد أن "أميركا هي من ساعدت إيران لتكون على ما هي عليه اليوم؛ فقد وقعت معها اتفاقاً نووياً قيد من طموحات إيران النووية، وكان بإمكانها أن تقترح توسيعاً تكميلياً للقضايا الأخرى المثيرة للجدل التي طرحها بومبيو". واستدرك قائلاً: "لكن الدخول الآن في مفاوضات جادة يتطلب أيضاً استعداداً من واشنطن للاعتراف بالخطأ، وتقديم تنازلات جدية فيما يتعلق بتهديدات الولايات المتحدة لإيران".

 

(ناشيونال انتريست ـ الخليج اونلاين)