تُشكل مطالبة حزب الله بإعطاء النواب السنة المقربين منه مقعدا وزاريا في الحكومة المقبلة إحدى العقد الرئيسية التي تواجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وينطلق الحزب للمطالبة بذلك، من وجود 10 نواب سنة من خارج مظلة تيار «المستقبل» بعدما كان الأخير يستحوذ في المجالس النيابية السابقة على كامل الحصة السنية تقريبا، ما خوله الحصول على كامل الوزارات السنية في الحكومات المتعاقبة ومبادلة بعضها بوزارات من الحصة المسيحية كما هو حاصل في حكومة تصريف الأعمال.
ورغم عدم تطرق رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد بعد لقائه الحريري أمس بإطار الاستشارات النيابية للمطالبة بمقعد سني واكتفائه بالقول بأن كتلته طالبت بوزارة وازنة، إلا أن مصادر مطلعة على موقف حزب الله أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «الكتلة النيابية فاتحت الحريري يوم أمس بطلبها هذا وستشدد عليه في وقت لاحق أيضا».
وفضّل معظم نواب تيار «المستقبل» عدم التعليق على هذا المطلب باعتباره لم يصدر عن أي جهة بشكل علني، وإن كانت مصادر مقربة من التيار الذي يرأسه الحريري أشارت إلى أنه في حال إصرار حزب الله على مقعد سني، فقد نصرّ نحن على الحصول على مقعد شيعي. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «للكتل النيابية مكتسبات نتمسك بحصولنا عليها، لكن وطالما أن النواب السنة من خارج «المستقبل» ليسوا جزءا من تكتل نيابي واحد ومشتتون على عدد من الكتل أو مستقلون بمعظمهم، فذلك لا يخولهم الحصول على مقعد وزاري وبالتالي توزيرهم أو عدمه لن يأتي بثقة إضافية للحكومة».
ويبدو أن تيار «المستقبل» يصر على مبدأ مبادلة الوزارات في حال إصرار طرف ما على الحصول على مقعد سني، لاعتباره أنه الممثل الأول للطائفة السنية ما يخوله الحصول على كامل الحصة الوزارية السنية. وقد تم التداول مؤخرا برغبة رئيس الجمهورية الحصول على مقعد سني يكون من حصته على أن يحصل «المستقبل» مقابله على مقعد مسيحي كما هو حاصل في حكومة تصريف الأعمال الحالية، بحيث يُعتبر وزير الثقافة غطاس خوري من حصة «المستقبل» ووزير البيئة طارق الخطيب من حصة رئيس الجمهورية. وأفادت المعلومات عن توجه لمطالبة الرئيس بوزارة «الشباب والرياضة» على أن تكون للاعب كرة السلة فادي الخطيب.
ولا يقتصر شد الحبال على الحصة السنية بين «المستقبل» وحزب الله، إذ يُطالب رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بالتمثل بوزير في الحكومة، باعتبار أن لديه كتلة نيابية من 4 نواب. ولكن وبعيد التقارب الأخير الذي حصل بين الرئيسين الحريري وميقاتي، يبدو أن الأخير لن يكون متشددا بمطالبه. إذ كشفت مصادر ميقاتي لـ«الشرق الأوسط» أنه وكتلته خلال الاستشارات النيابية يوم أمس، طرح أمام الحريري أكثر من خيار بينها الحصول على وزارة لإحدى الشخصيات السنية، من دون إقفال الباب على خيارات أخرى كتوزير شخصية مسيحية. وأضافت المصادر: «يمكن الحديث عن جو إيجابي تماما ساد خلال اللقاء. وقد طالبنا بحقيبة وزارية وتركنا النقاش بماهية هذه الحقيبة وبطائفة الوزير للمشاورات والنقاشات المفتوحة».
وكان النائب جان عبيد الذي تحدث باسم كتلة «الوسط المستقل» التي يرأسها ميقاتي قال بعد لقائه الحريري بأن رئيس الكتلة «تحدث بالتفصيل مع الحريري وطالب بحقيبة وزارية من دون تحديدها».
يذكر أن تيار «المستقبل» قد خسر نتيجة الانتخابات النيابية التي جرت في السادس من مايو (أيار) الحالي، أكثر من ثلث نوابه، خصوصاً السنة منهم، فبات 17 نائبا سنيا محسوبين عليه مقابل 10 آخرين مقربين بمعظمهم من الثنائي الشيعي وهم: قاسم هاشم، وليد سكرية، أسامة سعد، عبد الرحيم مراد، جهاد الصمد، فيصل كرامي، فؤاد مخزومي، عدنان طرابلسي، بلال عبد الله ونجيب ميقاتي.