أثارت تصريحات المخرج اللبناني زياد دويري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يوم الجمعة الماضي، جدلاً واسعاً بين اللبنانيين الذين رفضوا ما أدلى به دويري وشنوا هجوماً عنيفاً عليه، واتهموه "بالتطبيع" مع العدو الإسرائيلي نظراً لإجراءه مقابلة مع صحيفة اسرائيلية.
وفي التفاصيل، نشر الملحق الفني للصحيفة مقابلة لدويري أجراها معه الصحافي امير بوجين، وتناول دويري فيلم "قضية 23" الذي مُنع عرضه في مدينة رام الله الفلسطينية مؤخراً، بالقول: "معركتي هي في الداخل، داخل الاسلام، مع الاسلام المتطرف، والعقلية الرجولية وتحرير المرأة".
مضيفاً، "قبل أن تخرج للنضال الكبير عليك أن تنظف البيت وأن تكون صريحاً مع نفسك.. انا اعتقد أنّ البيت العربي قذر جداً، اذا اردنا قول الحقيقة، الفلسطينيون ارتكبوا مجزرة، ومجزرة صبرا وشاتيلا ليست ام المجازر، فهم اجرموا وكثيراً، لكن لا أحد يجرؤ على الحديث عن هذا الأمر، لأن عليك دائماً أن تبدي التعاطف معهم".
هذه العبارات، ساهمت في إشعال غضب الوسط اللبناني، وعبر هاشتاغ "#زياد_دويري"، عبّر المغردون عن امتعاضهم الشديد من ما قاله دويري من جهة، ومن إجراءه لمقابلة مع صحيفة إسرائيلية من جهة أخرى.
فمنهم، من طالب بمحاسبة دويري، قائلاً: "#زياد_دويري_خائن، ويجب محاسبته والسكوت من قبل المعنيين علامة الرضا ..! "
وغيرهم رد على تصريحات دويري قائلاً: "بعمرها ما كانت الحرب مع العدو الصهيوني بس بالحجر والدبابة قديش قابض ت تنشر ثقافاتهن وتبيع الوطن؟ مين داعمك لحتى بعدك لهلق عم تتمتع بكامل حريتك وتصرح ب رئيك؟".
والبعض الآخر اتهم دويري بالعمالة قائلاً: " #نقي_وزير_للحكومه، وزارة التطبيع والفنون الجميلة #زياد_دويري..."، وغيرهم قال: " يلي بيعمل مقابلة مع صحيفة "إسرائيلية" مش مبدع ولا بيرفع راس لبنان، هيدا اسمو خاين #زياد_دويري عميل من بلادي!".
وفي المقابل، دافع عدد قليل من المغردين عن دويري، حيث قالت أحدهم: "إن الصحافة الاسرائيلية تتعمد اصطياد شخصيات سياسية وفنية لبنانية لتزعم انها انتزعت منها مقابلة خاصة. هذا ما حدث مع #سعد_الحريري #جبران_باسيل واليوم يتكرر مع #زياد_دويري"، وغيرها قال: "اذا زياد دويري مطبّع مع العدو اذن عملاء المقاومة داخل فلسطين المحتلة هم مطبّعون ايضاً، واذا كان قد قال ان الفلسطينين ارتكبو جرائم في لبنان اثناء الحرب فأنا أزيد أن (السوري) ارتكب جرائم ايضاً وجميع الميلشيات من دون استثناء ارتكبوا جرائم اثناء الحرب حدا بينكر؟".
وبدوره، نفى المخرج اللبناني زياد دويري أن يكون أدلى بأي حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أو غيرها من الصحف الإسرائيلية، قائلاً: في بيان له "لقد دعَوت في أكثر من حديث صحافي إلى محاربة التطرف الإسلامي وتنظيف البيت العربي، وسأظل أقول هذا الكلام، لكنّي لم أدلِ ليديعوت أحرونوت بأي حديث، ولا لأية صحيفة إسرائيلية أخرى، وقد طلبت من فريقي الإعلامي في الولايات المتحدة رفض الطلبات التي تلقاها لمقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية".
وأضاف: "عند عرض فيلمي قضية رقم 23 في الولايات المتحدة، في الفترة السابقة لحفل توزيع جوائز الأوسكار، كان يوجد زحمة صحافيين، لكنني لم أعطِ بعلمي ومعرفتي أيّ حديث لصحيفة إسرائيلية".
ومقابل رد دويري، غرّد أحد المغردين قائلاً: " سواء أدلى #زياد_دويري أم لم يُدلِ بتصريح ل "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فالموقف منه ثابت ولم يتغيّر، هو يطبّع مع العدو الصهيوني، وكل من يطبّل له مطبّع مثله".