"الهيبة" المسلسل المثير للجدل بجزأيه الأول "الهيبة" والثاني الذي يعرض هذا العام على الشاشات اللبنانية خلال شهر رمضان المبارك "الهيبة العودة" ما زال يُشغل الرأي العام المحلي لناحية القصة والمَشاهد المرتبطة أو المستوحاة بشكل أو بآخر مما تمرّ به منطقة بعلبك الهرمل وخصوصًا خلال الفترة التي يعرض فيها هذا المسلسل حيث شهدت المنطقة جملة أحداث وتطورات تشبه إلى حد كبير أحداث المسلسل لجهة الفوضى الأمنية والثأر والقتل غير ذلك ليثير السؤال القديم الجديد هل منطقة بعلبك الهرمل منطقة خارجة عن الدولة والقانون؟
جملة إعتراضات شهدتها المنطقة على عرض هذا المسلسل لاعتبارات عديدة منها ما صدر عن المحامي أشرف الموسوي الذي أعلن أن مجموعة من الناشطين والمحامين تداعوا الى التحضير لشكاوى قضائية لوقف عرض مسلسل "الهيبة العودة"، وقال الموسوي: أن ثمة رغبة لدى عدد كبير من المحامين بإحالة الموضوع إلى المراجع القضائية عبر تقديم أمر على عريضة أمام محكمة الأمور المستعجلة، وكذلك التقدم بإخبار قضائي لدى النائب العام التمييزي بهدف ايقاف عرض المسلسل لأنه يثبت في ذهن المشاهد اللبناني بعامة والبعلبكي خصوصًا صورة نمطية عن منطقتنا خلاصتها أن هناك ثقافة وتقاليد تتناقض مع فكرة النظام العام والقانون والأمن الاجتماعي، وأن المسلسل يحاكي خيالاً وظواهر منبوذة يراد لها ان تصبح حالة عامة، وتكرس واقع ظاهرة السلاح المتفلت والقتل الثأر والمخدرات.
إقرأ أيضًا: صوت واحد في بعلبك: من يحاسب رئيس البلدية؟
ونقل امتعاضاً من "استعمال بعض اللهجات اللبنانية العريقة (البعلبكية) لصبغ الوقائع التي تعرض بانها تحاكي حياة وأنماط عشائر وعائلات بعلبك والبقاع الشمالي".
من جهة أخرى اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ أحمد مطر وهو ابن منطقة البقاع أن هذا المسلسل يشبه إلى حد ما طبيعة المنطقة وطبيعة العلاقات العشائرية في المنطقة ولكن لا نستطيع أن نقوم بإسقاط هذا المسلسل على واقع المنطقة بالنظر أنه مسلسل مقتبس عن مسلسل أجنبي وبالتالي ليس بالضرورة أن يأخذ هذا الشكل من الإنتقاد ليصل إلى الإدعاء على شركة الإنتاج لوقف بثه، ورأى مطر أن الأحداث التي جرت في بعلبك خلال الأسبوع الماضي مؤشر واضح على أن طبيعة المنطقة هي بهذا النحو قبل هذا المسلسل وغيره.
أما رئيس رئيس مجلس إدارة "الصبّاح إخوان" الشركة المنتجة، صادق الصبّاح، رد على الإدعاءات السباقة بالقول: اقرأوا جيداً الكلمات التي تسبق عرض المسلسل، ويقصد بذلك التنويه إلى أنّ "حوادثه وشخصياته وجغرافيته من وحي الخيال ولا صلة لها بالواقع"، وتابع قائلًا: "إنّ الذي ننتجه دراما".
إقرأ أيضًا: تخفيف الإجراءات الأمنية في الضاحية
إن نسبة مشاهدة المسلسل في لبنان باتت كبيرة بالنظر إلى الأحداث والطريقة التي يعرضها الأمر الذي جعل منه محل متابعة ونقد في آن معا فهل يتحدث عن المسلسل عن واقع منطقة البقاع؟
الجواب بكل بساطة هو "نعم" لأن ما تشهده الساحة البقاعية في بعلبك والقرى والبلدات المجاورة وما حصل الأسبوع الماضي يحاكي إلى حد بعيد أحداث المسلسل الأمر الذي شغل مواقع التواصل الإجتماعي وقد وصلت التعليقات الساخرة إلى السؤال "البقاعي أخذ عن الهيبة أم الهيبة أخذ من البقاعي؟" وثمة تعليقات كثيرة أيضا تشير إلى أن المشكلة ليست في المسلسل فقط بل هي مشكلة حية واقعية يشهدها البقاع بكل قراه ومدنه وسط سؤال واحد ما هو دور الدولة في البقاع؟ لماذا هذا التسيب الأمني في البقاع؟ ومن المسؤول؟ وهل تحول مسلسل الهيبة من دراما إلى واقع وحقيقة؟
وكلمة أخيرة إلى المحامين الغيارى على سمعة البقاع وأهل البقاع من تفشي ظاهرة المسلسل الدرامي "الهيبة" أليس حريًا بهم التحرك باتجاه التجاوزات والفلتان الأمني والإجتماعي الذي يحصل في المنطقة؟