جلس العم جهاد السبعيني على كرسي خشبي أمام دكانه المتواضع في أحد شوارع العاصمة الشعبية، متأملاً وجوه المارة تارةً والنفايات المتراكمة على طرفي الشارع تارةً أخرى. توجهنا له بالسؤال (أيّ من الوزراء تتمنى أن يعود للحكومة المقبلة؟)... أطال النظر ثم رسم ابتسامة صفراء وأشار بيده إلى النفايات التي تراكمت أمامه وقال "أولا أتمنى ان يأتي وزير ابن حلال على وزارة البيئة ليجد حلاً مستداماً لأزمة النفايات. ثانياً أن يأتي وزيراً يستطيع أن يعمل على مشروع ضمان الشيخوخة لأنه حان الوقت لأرتاح بعد كل هذا العمر".
انتهت استشارات التكليف لتبدأ استشارات التأليف، على أن تكشف الكتل النيابية عن نواياها التي تطمح إليها في الحكومة المقبلة. وبين حقيبة وحقيبتين وثلاث... يغرق رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في إرضاء القوى المتنافسة، والوقوف على خاطرها. فكل حزب رسم خطاً بيانياً لحصته من المقاعد التي يرفض الاستغناء عنها إلا بتسويات استرضائية سيملّ الحريري من تدوير زواياها.
هذا بالشكل، أما في المضمون فلكل تيار قائمة بأسمائه الوزارية، منها وجوه جديدة وأخرى ممجوجة ستُعاد تجربة توزيرها، لكن ماذا عن الشارع اللبناني وخياراته وأي من الوزراء يتمنى عودته إلى الحكومة ولماذا؟
جال "ليبانون ديبايت" في شوارع العاصمة بيروت لاستشارة اللبنانيين حول تأليف الحكومة الجديدة واستنباط مواقفهم تجاه وزراء عرّجوا على الحكومة السابقة أو غيرها من الحكومات بحثاً عن بصمات هؤلاء الوزراء التي تركوها في نفوس المواطنين.
معايير عدة لجأ إليها الشارع اللبناني لتفضيل وزير عن آخر، أهمها النزاهة، تقديم مشاريع تخدم المواطن، ومراعاة الاختصاص. وكان هناك شبه إجماع حول عدد من الوزراء منهم حاليون في حكومة تصريف الأعمال كوزير الإعلام ملحم الرياشي، ومنهم سابقون كوزير الداخلية والبلديات الأسبق زياد بارود.
أما من النساء، كان لافتاً اهتمام معظم من استطلعنا آراءهم بعودة وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال عناية عز الدين إلى الحكومة المقبلة.
يتمنى علي ابن الشياح وذو الميول الشيوعية أن يعود الرياشي إلى وزارة الإعلام، "لأنه كان صاحب خبرة في مجاله وكان وزيراً لكل الإعلاميين بدون تمييز". وتمنى أن تُمنح وزارة الصحة في الحكومة المقبلة لعز الدين "لان اختصاصها بمجال الصحة وأثبتت خلال توليها حقيبتها في الحكومة السابقة كفاءة ونشاطاً قلما نراه عند الوزراء اللبنانيين، فكيف إذا تسلمت وزارة تتوافق مع اختصاصها". وعودة بارود للداخلية وشربل نحاس للاقتصاد.
يتوافق خالد ابن طريق الجديدة وميوله السياسية مستقبلية مع علي، وتمنى أن يعود الرياشي لوزارة الإعلام "لإكمال الخطة التي كان قد بدأها للنهوض بوزارته ومؤسساتها"، وكذلك الأمر بالنسبة للنائب وائل بو فاعور "بسبب الإنجازات الكثيرة التي قام بها أثناء توليه حقيبة الصحة، من قرار الاستشفاء المجاني للمسنين إلى حملة سلامة الغذاء وتخفيض أسعار الدواء والوقوف بوجه فساد المستشفيات". ويأمل إعادة توزير عز الدين لأنها عملت على مشاريع عدة في وزارتها، وتسليم حقيبة التربية للنائب بهية الحريري لتاريخها المُنجز في هذه الوزارة.
أما كريستين (قواتية الهوى)، تتمنى عودة وزراء القوات "كونهم اثبتوا نزاهةً على صعيد العمل الحكومي، وكانوا شرسين بمواجهة الفساد في عدد من الملفات أهمها بواخر الكهرباء"، ومن الوزراء السابقين تفضل عودة بارود، وريّا الحسن.
وإلى جانب الرياشي وبارود وعز الدين تأمل ربى (ابنة بشري، سكان عين الرمانة) أن ترى النائب سليمان فرنجية في الحكومة المقبلة "نظرا للخدمات التي يقدمها لمنطقته والفعاليات التي يحرص على تنظيمها على مدار المواسم والمناسبات، وكونه لا يرد مواطناً يلجأ إليه خائباً".
وفي جوجلة قصيرة لـ"ليبانون ديبايت" على كواليس الصالونات السياسية يبدو أن من الأسماء المطروحة للعودة حتى الساعة وزراء احتلوا قلوب اللبنانيين وحصلوا على ثقتهم، ومنهم الرياشي، وبارود، وعز الدين وأبو فاعور.
بالإضافة إلى الأسماء التي وإن سُمع لها أصداء في الصالونات السياسية لم يكن لها الصيت ذاته في الشارع اللبناني مثل وزراء في حكومة تصريف الاعمال الاتصالات جمال الجراح، والخارجية والمغتربين جبران باسيل، والمالية علي حسن خليل، والصحة العامة غسان حاصباني، والشباب والرياضة محمد فنيش، والنائبان السابقان محمد الصفدي وفادي كرم، والنائب فيصل كرامي.