أنظار اللبنانيين جميعا في المرحلة القادمة سوف تتوجه بشكل أساسي على أداء "حزب الله " الحكومي، فبالرغم من رفع شعار " محاربة الفساد " من اكثر من طرف ومن اكثر من جهة سياسية ومسؤول سياسي، الا ان السيد "حسن نصرالله "وحده من سوف يسأل ويحاسب عن الامر دون غيره .
لعل السبب وراء ذلك هو ان الحزب ولاول مرة يرفع هذا اللواء على لسان امينه العام، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على أمرين اثنين.
الاول أن المعارضة الشيعية كانت طوال المدة المنصرمة على حق، عندما كانت تتهم الحزب بشكل مباشر انه مقصر في هذا الجانب وانه يتبع سياسة القاء الحبل على غاربها ولم يولِ الموضوع اي اهتمام، وان كل المبررات التي كانت تساق امام المعترضين ثبت الآن عدم صحتها ( وهذه نقطة تسجل للمعارضة الشيعية خصوصا )،والقول ان النظام الطائفي كان يقف حائلا امام التصدي لسياسات الهدر والصفقات لان هذا النظام هو نفسه لم يتغير الان مع ولوج الحزب هذا الميدان مما يعني ان العائق كان مجرد مبرر لا اساس له من الصحة .
السبب الثاني وراء إهتمام اللبنانيين ونحن منهم بوعود السيد هي معرفة الجميع لقدرات الحزب وإمكانياته أولا، وأنه لم يدخل بشكل رسمي على الأقل في منظومة الفساد التي تحكمت بالبلاد والعباد طيلة فترة ما بعد الطائف مما يعني ان مصداقية شعاره تتضمن الكثير من الواقعية على عكس غيره ممن هم غارقون حتى أذنيهم بالصفقات مما جعل الرأي العام اللبناني يضحك حتى الثمالة وهم يسمعون أمثال هؤلاء يتحدثون عن محاربة الفساد في مرحلة ما قبل الانتخابات !
إقرأ أيضا : تشكيل الحكومة أمام التحديات الصعبة
الجميع يعرف بأن حرب السيد هذه لن تكون سهلة على الاطلاق، بل استطيع هنا ان اتبنى قول صديقي اللطيف : " إن تحرير الإدارة اللبنانية من الفساد والمفسدين أصعب من تحرير القدس "، الا ان هذا لا يمنع البتة من المحاولة والاصرار عليها مع التذكير أن مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة، ولا بد من التنويه هنا على مبادرة سماحة السيد بمد اليد والتعاون حتى الى خصوم سياسيين يحملون نفس الهم ( القوات ) .
وفي هذا السياق لا بد من التذكير، ان واحدة من أسباب الخلاف والاعتراض القائم بين من كان يطلق عليهم " شيعة السفارة " وبين "حزب الله "هي تحديدا هذه النقطة ( محاربة الفساد )، وكنا دائما ما نطالب الحزب ان ينأى بنفسه عن حلفاء السوء وان يكون له موقف معلن مما يجري بالبلد من صفقات وسرقات اوصلت البلاد والعباد ( ومنهم جمهور الحزب ) الى حافة الهاوية من الفقر والعوز، وعليه فاننا نعلن على الملأ بأننا يا سيد حسن في معركتك هذه سوف تجدنا على يمينك وعلى شمالك ومن أمامك وخلفك، وسوف نكون معك إلى ما بعد ما بعد وقف السرقات، وعليه فمرحبا بك معنا في خندق " شيعة السفارة " .