نبذة مختصرة: قاصة وروائية وناقدة أدبية وأستاذة جامعية مصرية، زوجة الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، ووالدة الشاعر تميم البرغوثي.
نبذة عن رضوى عاشور
لطالما كانت رضوى عاشور صوتا قويا بين الكتّاب المصريين في جيل ما بعد الحرب وعرفت بكونها كاتبة شجاعة واستثنائية. تقاطعت أعمالها باستمرار مع تاريخ بلدها وانعكست بشغف تجاهه. حيث قالت في مقال لمختارات “الرؤية من الداخل” (1994): لأني أشعر بالخوف من الموت الذي يتربص وما أعنيه هنا ليس الموت في نهاية المطاف فحسب, ولكني أعني أيضا الموت بأقنعته العديدة.. أعني الوأد.. أنا امرأة عربية ومواطنة من العالم الثالث وتراثي في الحالتين تراث الموءودة، أعي هذه الحقيقة حتى العظم مني وأخافها إلى حد الكتابة عن نفسي وعن آخرين أشعر أنني مثلهم أو أنهم مثلي>
من خلال سلسلة من الروايات والمذكرات والدراسات الأدبية، سجلت عاشور تمرداً لا حدود له في زمنها، كما أنها ومعاصريها كافحوا من أجل الحريات، من نهاية النفوذ البريطاني إلى الانتفاضة العربية وما تلاها.
ولدت رضوى في القاهرة، في عائلة أدبية وعلمية: والدها مصطفى عاشور محامي وله باع طويل في الأدب. والدتها، مي عزام، شاعرة وفنانة. لقد أشارت رضوى في كتاباتها كيف أنها ترعرعت على تلاوة النصوص الشعرية للأدب العربي من قبل جدها عبد الوهاب عزام، وهو دبلوماسي وأستاذ للدراسات والآداب الشرقية في جامعة القاهرة، وهو أول من ترجم "كتاب الملوك الفارسي (شاناما)" إلى اللغة العربية، فضلا عن كلاسيكيات شرقية أخرى.
دخلت كلية الأدب المقارن في جامعة القاهرة خلال الفترة ما بين أواخر الستينات وأوائل السبعينات، حصلت على الماجستير في عام 1972. ثم تقدمت للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة ماساتشوستس في أمهرست؛ عملت على الأدب الأمريكي الأفريقي، ومنحت الدكتوراه في عام 1975، ثم عادت إلى القاهرة، إلى جامعة عين شمس، حيث درّست في ظروف غالبا ما كانت صعبة داخليا وخارجيا.
إنجازات رضوى عاشور
أظهرت تفاني هائل طوال حياتها المهنية، لتصبح أستاذا للغة الإنجليزية والأدب المقارن في عام 1986، ولتشغل منصب رئيس قسم اللغة الإنجليزية والأدب في الفترة من 1990 إلى 1993.كان النشاط السياسي جزءا لا يتجزأ من مسيرتها الأكاديمية؛ فعندما سعى الرئيس أنور السادات للتطبيع مع إسرائيل، ساهمت عاشور في انشاء اللجنة الوطنية لمكافحة الصهيونية في الجامعات المصرية. وعندما تدخلت حكومة حسني مبارك في الحياة الأكاديمية، ساعدت في إيجاد مجموعة 9 مارس المطالبة باستقلال الجامعات.
بدأت بنشر أعمالها الأكاديمية في عام 1977 وتضمنت (مع فريال غزول وآخرين) وهو مرجع مؤلف من أربعة مجلدات حول الكاتبات العربيات (نشر باللغة الإنجليزية في مجلد واحد مختصر عام 2008.) وبحلول الثمانينات، انتقلت عاشور إلى شكل وبيئة خاصة من كتابات الخيال.
عملها الأول في هذا المجال، الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا، صدر في عام 1983؛ نشرت روايتها الأولى، الحجارة الدافئة، بعد عامين. تبعتها مجموعة من الأعمال الطموحة بشكلٍ مضطرد مثل: سراج (1992، ترجمت في عام 2007) – وهي حكاية مختصرة ورائعة مزجت مغامرة سندباد برواية عاطفية رمزية عن الطغيان, الاستعمار وغيرها على جزيرة خيالية في الخليج العربي- غرناطة (1994-95، ترجم المجلد الأول في عام 2003)، وهي ثلاثية عادت فيها إلى فترة التعايش العربي الاسباني في الاندلس حتى العصر ما بين القرن الثامن إلى طرد اليهود في عام 1492 بعدما كان المسيحيين والمسلمين واليهود يعيشون جنبا إلى جنب مع بعضهم البعض - تم اعتبار ثلاثية غرناطة واحدة من أفضل الروايات العربية في القرن العشرين من قبل اتحاد الكتاب العرب.
وعلى غرار العديد من الكتّاب في المنطقة، لم تستخدم عاشور الخيال التاريخي لتتبع الماضي فقط، بل اعتمدت هذا الشكل كعدسة يمكن من خلالها النظر بشكل أعمق إلى قضايا الحاضر في ظل الرقابة الجارية.
في رواية الطيف (1998، ترجمت عام 2010)، تشابكت بشكل رائع بمشاهد استحضرتها من شبابها مع حدوث تبدل خيالي للأنا، فأنتجت حالة مؤثرة وحية أخذت مكانها في الاضطرابات السياسية خلال سنوات حكم عبد الناصر والسادات.كما أنها كانت مترجمة ممتازة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية وترجمتها لمجموعة منتصف الليل وترجمة زوجها، الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، قصائد أخرى (2008) يظهر فهمها الدقيق ومعرفتها لقواعد الكتابة والصور في الشعر الإنجليزي.
ذكرت عاشور في رواية طيف مشاهد الفرح العائلي العارم، إذ كانوا يقتبسون من أشعار المتنبي وشعراء آخرين في منافسات شعرية فيما بينهم أدت إلى كثير من المتعة. وقد تم تناول أحد قصائد تميم، يا مصر حنيت, خلال الربيع العربي لتصبح أغنية ترمز للحرية والثورة في جميع أنحاء المنطقة. آخر، في عام 2003، كان تحية لأمه؛ إلى فكرها وشجاعتها وكتابتها.لم تتردد عاشور أو تتغير مواقفها بصفتها شاهدا وقوة إبداعية. وقد احتلت بالتأكيد مكانة هامة في مجال القصة بما امتلكته من احساس و وعي.
جوائز وتكريمات
1995: جائزة أفضل كتاب لعام 1994 عن الجزء الأول من ثلاثية غرناطة، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.
.1995: الجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن ثلاثية غرناطة.
2003: كانت ضمن مجموعة من 12 أديبا عربيا تم تكريمهم، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.
2007: جائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان.
2009: جائزة تركوينيا كارداريللي في النقد الأدبي في إيطاليا.
2011: جائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف في إيطاليا.
2012: جائزة سلطان العويس للرواية والقصة.
أعمالها في الرواية والقصة:
الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا، دار الآداب، بيروت، 1983.
حَجَر دافئ (رواية)، دار المستقبل، القاهرة، 1985.
خديجة وسوسن (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1987رأيت النخل (مجموعة قصصية)، مختارات فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987.
سراج (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1992.
غرناطة (الجزء الأول من ثلاثية غرناطة) دار الهلال، 1994.
مريمة والرحيل (الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية) دار الهلال، 1995. نشرت الطبعة الثانية بعنوان ثلاثية غرناطة، المؤسسة العربية للنشر، بيروت، 1998. صدرت الطبعة الثالثة عن دار الشروق، القاهرة، 2001. وصدرت طبعة خاصة في سلسلة مكتبة الأسرة، القاهرة، 2003أطياف (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1999، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999.
تقارير السيدة راء (نصوص قصصية)، دار الشروق، القاهرة، 2001.
قطعة من أوروبا (رواية)، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء ودار الشروق، القاهرة، 2003.
فرج (رواية)، دار الشروق، القاهرة، 2008.
الطنطورية (رواية)، دار الشروق، القاهرة، 2010.
أعمالها في النقد الأدبي:
البحث عن نظرية للأدب: دراسة للكتابات النقدية الأفرو-أمريكية (بالإنجليزية:The Search for a Black Poetics: A Study of Afro-American Critical Writings)، رسالة دكتوراه قدمت لجامعة ماساشوستس بأمهرست في الولايات المتحدة، 1975.
الطريق إلى الخيمة الأخرى: دراسة في أعمال غسان كنفانى، دار الآداب، بيروت، 1977.
جبران وبليك Gibran and Blake (باللغة الإنجليزية)، الشعبة القومية لليونسكو، القاهرة، 1978.
التابع ينهض: الرواية في غرب إفريقيا، دار ابن رشد، بيروت، 1980.
في النقد التطبيقي: صيادو الذاكرة، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء، 2001.
تحرير بالاشتراك مع آخرين، ذاكرة للمستقبل: موسوعة الكاتبة العربية، (4 أجزاء)، مؤسسة نور لدراسات وأبحاث المرأة العربية والمجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2004.
الحداثة الممكنة: الشدياق والساق على الساق: الرواية الأولى في الأدب العربي الحديث، دار الشروق، القاهرة، 2009.
أعمالها في الترجمة :
الإشراف على الترجمة، إلى العربية، للجزء التاسع من موسوعة كمبريدج في النقد الأدبي؛ القرن العشرون: المداخل التاريخية والفلسفية والنفسية، المجلس الأعلى للثقافة، 2005.
ترجمة ،من العربية إلى الإنجليزية، لشعر مريد البرغوثي بعنوان "منتصف الليل وقصائد أخرى"(Mourid Barghouti, Midnight and Other Poems, trans. Radwa Ashour, Arc Publications, Lanc., 2008)
حياة رضوى عاشور الشخصية
التقت بزوجها عندما كانوا طلاب في جامعة القاهرة، وتزوجوا في عام 1970. ولد ابنهم تميم، في عام 1977. وفي العام نفسه، تم ترحيل البرغوثي، مع العديد من الفلسطينيين الآخرين، من مصر في الفترة التي سبقت زيارة السادات إلى القدس. لم يتمكن من العودة إلى مصر إلا بعد 17 عاما، مما أجبر الأسرة على تباعد أفرادها. وقد عمل في نهاية المطاف في الإدارة الإعلامية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بودابست، المجر، حيث كان يزور عاشور وابنه تميم كل عطلة صيفية.
وفاة رضوى عاشور
توفيت عن عمر 68 عاما بعد أن عانت من السرطان