اعتبر النائب في كتلة "المستقبل" سامي فتفت أن الخطوات المتسارعة التي شهدناها في الايام القليلة الماضية تؤكد وجود نيّة لدى القسم الأكبر من الفرقاء بتشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن، باعتبار ان الجميع يُدرك حساسية المرحلة الحالية وخطورة ما يحصل حولنا خاصة بعد دخول ملف العقوبات على حزب الله على الخط، مشددا على ان السرعة بالتأليف فيها مصلحة لكل القوى السياسية دون استثناء ما يحتم وجوب المطالبة بحصص وزارية منطقية.
وفي حديث لـ"النشرة" حثّ فتفت الكتل النيابية لادراك حجمها النيابي الحقيقي وعلى أساسه تحديد عدد ونوعية الحقائب التي تريدها، فلا يطالبنّ أحد بأكثر مما يستحق والا يكون بذلك يؤخر عملية التشكيل. وقال: "المطلوب مثلا من حزب الله عدم المطالبة بوزارة سياديّة وترك هذه الوزارة لحليفه الشيعي أي حركة "أمل".
عقدتان مسيحية ودرزية
وأشار فتفت الى مجموعة عقد تستدعي الحلحلة لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لافتا الى ان من أبرز العقد موضوع تمثيل "القوات اللبنانية"، واضاف: "هذا الملف شأن مسيحي ويتوجب ان تجد له الكتل المسيحية مخرجا منطقيا يرضي الجميع. كذلك هناك التمثيل الدرزي الذي يشكّل مشكلة في ظل اصرار رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على حصر التمثيل الدرزي فيه مقابل مطالبة وزير الدولة لشؤون المهجّرين في حكومة تصريف الاعمال طلال ارسلان بالتمثيل، وهو ما يوجب تفاهما درزيا لحل هذه العقدة".
وأكد فتفت انه على ثقة بأن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قادر بحنكته أن يتخطى مجموعة من العراقيل والعقد التي تعترضه، لكنه شدد على وجوب تعاون كل الفرقاء معه لتسهيل مهمته ومساندته.
صيغة معينة للحقائب
وردا على سؤال عن التمثيل السني في الحكومة المقبلة وعما اذا كان سيقتصر على تيار "المستقبل" في ظل مطالبة حزب الله بتوزير أحد حلفائه السنة، قال فتفت: "نحن نعترف ان هناك 10 نواب سنة من خارج كتلة "المستقبل" لكنهم لا يتكتّلون في اطار نيابي واحد يسمح لهم بأن يتمثلوا بوزير في الحكومة. فمثلا لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي كتلة هو الشخصية السنية الوحيدة فيها، كذلك فان جهاد الصمد وفيصل كرامي ينضوون في كتلة مع تيار "المردة".
واستبعد فتفت ان يكون هناك وزير سني من خارج تيار "المستقبل"، كما اشار الى انه لا يعتقد ان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي يتطلّع للتمثل شخصيا بهذه الحكومة. واضاف: "كما ان هناك معلومات عن مطالبة رئيس الجمهورية بأحد الوزراء السنة، ما يوجب جلوس كل الفرقاء على الطاولة للاتفاق على صيغة معينة توزع على اساسها الحقائب الوزارية".
تشكيل الحكومة لبناني بحت
وأشار فتفت الى ان اللبنانيين يعولون على انطلاقة سريعة للحكومة الجديدة باعتبار اننا خارجون حديثا من الانتخابات النيابية والكل ينتظر ما ستحققه الأحزاب من وعودها الانتخابية، مشددا على وجوب استكمال المشاريع التي أقرّتها حكومة تصريف الاعمال الحالية، وبخاصة تلك الانمائية من خلال تطبيق الشروط الدولية التي تم وضعها في مؤتمر "سيدر" للحصول على القروض المطلوبة، لا سيّما ان من بين هذه الشروط ما هو سياسي ويرتبط مثلا بوجوب ان يكون الوزير المناسب في الوزارة المناسبة.
وأوضح فتفت ان رئيس الجمهورية وضع مهلة قصوى للتأليف هي شهرين، مؤكدا ان موضوع تشكيل الحكومة لبناني بحت مع معرفتنا تماما كلبنانيين كيف نتدبر أمورنا مع الاخذ بعين الاعتبار الحساسيات الاقليمية والدولية وبالتحديد موضوع العقوبات. واضاف: "لكن بالنهاية لدى حزب الله كتلة نيابية وازنة تخوله المشاركة بالحكومة".