قام الرئيس المكلف سعد الحريري بجولته التقليدية على رؤساء الحكومة السابقين في الثالثة من بعد ظهر امس الجمعة، فيما أرجأ التشاور مع النواب حول تشكيل الحكومة الى الاثنين بدلا من اليوم السبت باعتبار ان اليوم وغدا عطلة رسمية والنواب منصرفون الى استقبال المهنئين كل في منطقته.
وتضمنت جولة الحريري الرؤساء السابقين للحكومة: سليم الحص، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، وتمام سلام، وقد تمنى له الجميع التوفيق في مهمته وبأسرع وقت.
الاسراع في تشكيل الحكومة كان ضمن تمنيات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه باحتفال عيد التحرير والمقاومة الثامن عشر في الخامسة والنصف من غروب امس الجمعة.
الاثنين سيكون يوما آخر في مسار رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة، كما وصفها الرئيس نبيه بري، والتي سبق ان اشارت «الأنباء» الى انها ستكون من 32 وزيرا وستضم وزيرا علويا وآخر مسيحيا اقلّويا لأول مرة.
وسيكون على سعد الحريري مواجهة مطالب توزيرية من هب ودب، خصوصا ممن وعدوا او وعدوا انفسهم بالوزارة في موسم الانتخابات الزاخر بالوعود، وان يتوصل الى تركيب لوحة البازل الحكومية في اسرع وقت، والارجح قبل عيد الفطر.
بعض الاوساط السياسية ترى ان شعور الفرقاء بحراجة الموقف الاقليمي لن يقلل من احتمالات الصراع الحزبي على الحقائب الوزارية السيادية والخدماتية، وعددها عشرة، اضافة الى عدد الوزارات التي تطالب بها الكتل، وهنا يبرز مطلب القوات اللبنانية التي تحولت عدديا من 8 الى 15 نائبا وباتت تطلب اكثر من الوزراء الثلاثة والحليف الرابع من الحكومة السابقة، الامر الذي يتحفظ عليه التيار الوطني الحر صاحب الكتلة المؤلفة من 26 نائبا بعد حسم النواب الثلاثة الذين اعيدوا الى النائب طلال ارسلان كي يتسنى له تشكيل كتلة ضمانة الجبل وهم: ماريو عون وفريد البستاني وسيزار ابي خليل، تؤمّن توزير رئيس الحزب الديموقراطي العربي طلال ارسلان، وقد بات مؤكدا ان اللقاء الديموقراطي برئاسة وليد جنبلاط حسم قراره بالحصول على المقاعد الدرزية الثلاثة في الحكومة، اذ لن يكون مقبولا ان يتمثل ثلاثة نواب موارنة بوزير درزي واحد مقابل تمثيل كل الدروز الباقين وهم سبعة بوزيرين.
حزب الكتائب الذي سمى الحريري لتشكيل الحكومة قرر «اعطاء فرصة» ولم يطلب ان يتمثل في الحكومة كونه يضم كتلة من ثلاثة نواب فقط.
وثمة مشكلة يواجهها الحريري في مسعى البعض لتوزير سنيين من خارج تيار المستقبل، ويتقدم الاسماء المطروحة النائب فيصل عمر كرامي في حين تأكد ابتعاد النائب نهاد المشنوق عن مقعد وزارة الداخلية، ولم يظهر الرئيس تمام سلام ميلا للقبول بوزارة اخرى غير هذه الوزارة، التي قيل ان الرئيس الحريري وعد بها الوزير السابق محمد الصفدي.
يوم الخميس كان يوم السعد لسعد الحريري، اما وزير الداخلية نهاد المشنوق فكأن عينا اصابته كما تقول «الجديد»، ولم تشفع به الخرزة الزرقاء او تحمي موقعه في وزارة الداخلية.
ويوجد عشرة نواب ستة خارج تيار المستقبل وقد اجتمعوا في منزل احدهم النائب عبدالرحيم مراد حيث حضر كل من: جهاد الصمد واسامة سعد وقاسم هاشم وفيصل كرامي ووليد سكرية وعدنان طرابلسي ولم يخرج هؤلاء بموقف موحد لأن بعضهم مرتبط بكتلته كهاشم وسكرية.
وفي معلومات «الأنباء» ان الحريري يريد اشراك امرأة من تيار المستقبل في طاقمه الوزاري الجديد.
وعند الثنائي الشيعي الامر محسوم عند المقاعد الوزارية الستة، والجديد ان حزب الله يريد ثلاث حقائب وبينها وزارة خدماتية هذه المرة.
حزب الله علّق على تسمية الحريري لتشكيل الحكومة بأغلبية 111 صوتا نيابيا بالقول عبر «المنار»: السلاسة تحكم السياسة، من استحقاق انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اعادة تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة بإيجابية لافتة، وتساءل: هل سينسحب الامر على تأليف الحكومة ايضا؟ فعلى مستوى التصريحات نتوقع حكومة الوحدة الوطنية الموسعة، كما سماها بري، قريبا.
يذكر ان هناك 17 نائبا لم يسموا الحريري وهم اعضاء كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) والنواب: جهاد الصمد وجميل السيد واسامة سعد وبولا يعقوبيان.
اما الموقف الرسمي فهو يجمع على ضرورة تسريع تأليف الحكومة، وهذا ما سيشكل عاملا مساعدا للرئيس الحريري على تذليل العقبات.