تعرضت الضاحية الجنوبية خلال السنوات الأخيرة الماضية لجملة اعتداءات إرهابية، جاء ذلك على خلفية الأزمة السورية ومشاركة "حزب الله" في الحرب إلى جانب النظام السوري ضد المجموعات المسلحة المعارضة حيث شكلت الضاحية يوم ذاك الخاصرة الأضعف فتعرضت لعدة انفجارات في مناطق متفرقة ذهب ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى، وكرد سريع بادر الحزب فورًا إلى القيام بجملة إجراءات أمنية على مداخل الضاحية الأساسية وعلى مداخل المؤسسات الرئيسية التابعة له للحدّ من الإختراقات الإرهابية فأقام الحواجز الإسمنتية والحديدية على مداخل المؤسسات وتسلم الجيش والقوى الأمنية الأخرى مداخل الضاحية، وشكلت هذه الإجراءات حينها عاملًا كبيرًا من الضغط على الأهالي في الضاحية من جهة، وعلى من يريد الدخول إلى الضاحية من جهة ثانية ولكن سرعان ما تم استيعاب هذه الإجراءات التي انطلقت بالأساس بهدف تأمين الحماية اللازمة والمنطقة ومنع الإرهاب من التمدد.
إقرأ أيضًا: عيد المقاومة والتحرير من منظور آخر
وبعد أكثر من ثلاث سنوات على هذه الإجراءات، وبعد القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة في لبنان شكى مواطنون كثر من الإجراءات المستمرة والمبالغ فيها أحيانًا خصوصًا في داخل الضاحية التي تعاني بالأساس من كثافة سكانية كبيرة، وأقدم مواطنون خلال فترات سابقة على الإعتراض والإعتصام من أجل التخفيف من هذه الإجراءات دون أي استجابة في السابق.
اليوم وبعد القضاء على المجموعات الإرهابية في لبنان ثمة توجه في الحزب لتحفيف هذه الإجراءات وقد بدأ بالفعل من خلال إزالة بعض الحواجز التي كانت موجودة على مداخل مستشفى الرسول الأعظم وبالتالي فتح الطريق إلى منطقة برج البراجنة بعد أن أدى إقفالها إلى حالة اختناق كبيرة وخسائر مالية هائلة لدى أصحاب المحلات التجارية في المنطقة إضافة إلى أزمة السير والكثافة السكانية.
وكذلك فقد تم تخفيف الإجراءات من أمام مستشفى بهمن وطريق المطار.
إقرأ أيضًا: صوت واحد في بعلبك: من يحاسب رئيس البلدية؟
ويعود السبب في تخفيف هذه الإجراءات إلى الإرتياح الأمني وانتفاء التهديد الإرهابي من جهة، والإستجابة لرغبة الأهالي في المنطقة من جهة ثانية حيث شكلت هذه الإجراءات حالة اعتراض كبيرة نظرًا لتأثيرها الاقتصادي الكبير على أهالي و تجار المنطقة.
ومن المتوقع التخفيف من الإجراءات الأمنية في أماكن أخرى على مستوى الضاحية ككل خصوصًا مع وجود تقارير من الاجهزة الرسمية اللبنانية تتحدث عن انتفاء الحاجة إلى الكثير من الإجراءات، كما أن الحزب يملك معطيات تقود إلى أن التخفيف من هذه الإجراءات بات ضرورة بالنظر إلى الوضع الحالي لدى المواطنين خصوصًا بعد القضاء على التهديد الإرهابي.