على خلفية الإنتخابات التي شهدها مجلس النواب يوم أمس، والتي أدت إلى إنتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً لمجلس النواب، وإيلي الفرزلي نائباً له، اعترضت مصادر "القوات اللبنانية" على إنتخابات أمانة السر، خصوصاً بعد ترشيح نائب "التيار الوطني الحر" آلان عون.
وفي التفاصيل، قالت مصادر "القوات اللبنانية" نقلاً عن صحيفة "الجمهورية"، أن "ما حصل في أمانة السر هو انقلاب على الوعود التي أعطيت لنا بعدما تمّ الاتفاق مع الرئيس بري على أن يكون النائب فادي سعد مكان النائب زهرا في أمانة السر، وهكذا يكون نائب البترون حافظَ على نفس الموقع من دون البحث عن أي اسم آخر، وأبلغ الرئيس الحريري الدكتور جعجع موافقة الرئيس عون على هذا الاتجاه، لكننا فوجئنا مساء أمس بترشيح النائب آلان عون، وتبيّن لنا بعد اتصالاتنا السياسية انه حصل نوع من اتفاق بين الوزير باسيل مع الرئيس بري بأن يمنحه جزءاً واسعاً من اصوات «لبنان القوي» مقابل دعم ترشيح عون لأمانة السر".
وأضافت المصادر، "هذا عمليّاً في الوقائع، امّا في الخلفيات فواضح أنه بعدما أظهرت نتائج الانتخابات وجود تعاطف كبير مع «القوات» والتفاف شعبيّ واسع حولها، وبعدما فشل باسيل في محاصرة «القوات» من تحت، أي على الأرض نتيجة ما أفرزته صناديق الاقتراع، يحاول اليوم محاصرتها من فوق، ففشله من تحت أدّى إلى انتقاله للخطة "ب" لمحاصرتها من فوق من خلال إخراجها وتطويقها في المواقع الدستورية، وهذا ما حصل سواء في موقع نيابة الرئاسة أو امانة السر".
واعتبرت المصادر، أن "ما حصل خطير للغاية، ويؤشّر إلى أنّ باسيل يقود حملة ضد «القوات» بدأت من خلال محاولات تضليلية سواء بملف النازحين والهجوم على وزارة الشؤون الاجتماعية أو بملف الكهرباء أو من خلال الكلام عن حجم «القوات» وما يحقّ لها وزاريّاً، في محاولة لقطع الطريق على أن تتمثّل في الحكومة انطلاقاً من حجمها النيابي والشعبي".
وفيما يخص إنتخاب رئيس المجلس النيابي، لفتت المصادر إلى أن "القوات إقترعت بورقة بيضاء للرئيس بري وعلاقتها معه يحكمها ود واحترام"، معتبرةً أن "القوات متوازنة، لم تقل عنه مرة انه بلطجي وفاسد ثم انتخبته، والرأي العام اللبناني يرى كيف تصرّف باسيل، كاد يأخذ البلاد إلى حرب أهلية من خلال التوصيفات والنعوت التي أطلقها على بري، ثم قايَضه واتفق معه، وهذا يؤشّر إلى عمل الصفقات على المستوى السياسي".