على مدار ١٣ سنة بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونحن نسمع عن مشروعين في البلد ، مشروع مقاوم و مشروع سيادي.
هكذا كانت الصورة حتى العام ٢٠٠٩ فبعدها بدأ مشروع التيار الوطني الحر بالظهور وهو العودة الى ما قبل إتفاق الطائف وإلغاء مفاعيله وحصر السلطة في يده و هذا ما كشفته كل خطابات رئيسه وأفعاله من الكلام عن حقوق المسيحيين وصولًا إلى إعادة تجنيس المغتربين و نسج العلاقات الدولية مع كل من يعادي السعودية من طهران إلى دمشق مرورًا بـ "حزب الله" في الداخل اللبناني، لا عجب أن هذا التيار لم يعادِ سوى الأطراف الموقعة على الإتفاق مسيحيين أو مسلمين (جنبلاط، بري، فرنجية، حريري).
كما أنه بعد بدء الحرب السورية ورغم أن معظم اللبنانيين كانوا على علم بمشروع الحزب الهادف إلى تحويل لبنان إلى دولة إسلامية تأخذ أوامرها من الولي الفقيه في طهران إلا أن الصورة الحقيقية والأبعاد الإقليمية لم تتجلّ بأم العين لبعض المغشوشين بالصراع مع إسرائيل والخطابات الثورية النارية إلا بعد المجازر التي حصلت في سوريا.
إقرأ أيضًا: إيران أمام خياران لا ثالث لهما
تقاطع المشروعين، فواحد يؤمّن الغطاء المسيحي للسلاح ويغير لون الصبغة الطائفية عنه و الثاني يستعمله لإيصال الأول الى مراكز القرار والسلطة ... هذا كان الإتفاق، فحصة السلاح مضمونة به.
إنتصر الحلف إلا أنه لم يتمكن من إنهاء المشروع الثالث نهائيا فالأكثرية الشعبية لا النيابية تريد الحفاظ على إتفاق الطائف وتريد لبنان سيد حر ومستقل.
الظروف الإقليمية والدولية التي أدت إلى إنتصار حلف إسقاط الطائف والدولة الإسلامية تغيّرت من الإتفاق التي قامت به روسيا مع الولايات المتحدة الذي يقضي بخروج الميليشيات المسلحة وإيران من سوريا إلى رئيس أمريكي وإدارة ترى في إيران مصدر الشر والإرهاب في العالم إلى ولي للعهد في السعودية يعمل ولا يتكلم.
يبقى تجميع كل القوى التي تؤمن بالعيش المشترك والمناصفة والطائف لترث ركام ما ستتركه الحرب القادمة على أمل أنها أيضًا تصلح في نفسها وفي كياناتها وتستأصل الفساد من قلبها كي ينعم لبنان بحقبة ذهبية جديدة بعد الخراب الآتي.