أُسدل الستار بالأمس على فصل من فصول مسرحية تشكيل مؤسسات النظام السياسي في لبنان، فبعد الإنتهاء من فرز نتائج الإنتخابات النيابية (إذا صح التعبير)، وطبعًا جاءت النتائج كما كان متوقعًا تمامًا بدون اي زيادة او نقصان، وكذلك أيضًا كانت نتائج الفصل الثاني والذي كان أكثر درامية من الأول، "فانتخب" الرئيس نبيه بري لفترة سادسة ومن دون أي منافس وحصد اصوات الأقربين والأبعدين (على الطريقة اللبنانية) وانتخب إيلي فرزلي نائب لرئيس المجلس كما كان متوقعًا تمامًا وعلى الطريقة "البعثية".
حتى الآن تسير سفينة النظام كما تشتهي رياح محور الممانعة بالتمام والكمال، ومن دون اي هبّات تذكر، حاولت القوات اللبنانية عبر مرشحها أنيس نصار أن تحدثه خرقًا ولم تنجح بسبب اتفاقات عقدت خلف الستارة وفي الكواليس.
يبقى الفصل الأخير من هذه المسرحية اللبنانية الكوميدية، والتي كما هو متوقع أيضًا أنه سيكون فصلًا دراميًا بامتياز لأنه مؤلف من جزأين، الجزء الأول منه بعنوان "التكليف" وهذا ما سوف يمر مرور السحاب بحيث بات من المعلوم أن سعد الحريري هو بطل هذا الجزء وهو من ستسميه الاستشارات النيابية الملزمة.
إقرأ أيضًا: ماذا يجري في سوريا؟!
لتدخل البلاد في الجزء الثاني، وهنا تحديدًا مربط الفرس، حيث ستتداخل في اخراجه مجموعة كبيرة من المخرجين والمؤلفين وستمتد اليه أيادي من كل حدب وصوب.
ولا يجب أن ننسى بأن تجاذبات كثيرة ستلقي بظلالها على نهايات هذا الفصل، وستكون موسيقى الغارات الأميركية الإسرائيلية على القواعد الايرانية في "سوريا" هي الأعلى صوتًا، يضاف اليها ألحان العقوبات الأميركية العربية على "حزب الله"، والتصنيف الأخير للحزب على أنه منظمة ارهابية بشقيه السياسي والعسكري سيكون الحاضر الأقوى بالمشهد.
الحريري لن يعتذر حتما لأنه يحتاج إلى هذا الموقع ولو من باب التكليف فقط، الحزب لن يتراجع ولن يسهل أمر التشكيل عبر تنازلات معهودة فيما مضى، لأنه يحتاج إلى حكومة أقرب ما تكون إلى حكومة حرب يراها على الأبواب... وبين هذا وذاك سيمكث سعد الحريري في برزخ بين التكليف والتأليف لا يعرف الا الله والراسخون في العلم مدى زمن قيامة حكومته...
حمى الله لبنان.