تبقى حاجة العالم لتحريك عجلة الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة تشكّل ضغوطاً قوية على مستقبل أسعار الذهب الذي لا يوفر ايّ عائدات واي سيولة في الاسواق. امّا العملات فما زالت ترزح تحت مد وجزر من مصادر واسباب كثيرة ومتنوعة، تصبّ كلها لصالح الدولار الدي لم ينج هو الآخر من توقعات سلبية جدية.

من المنتظر أن ينخفض الدولار نسبة 5% مع نهاية العام الجاري، حيث سيعود تركيز المستثمرين على العجز المزدوج في الولايات المتحدة - الحساب الجاري والمالي. وممّا يرفع منسوب التشاؤم أنّ الولايات المتحدة لم تعد شريكاً اقتصادياً يمكن الاعتماد عليه، كما انّ رئيسها هو الآخر غير متوقع قراراته. وربما يدفع ذلك بعض الدول نحو دول أخرى متوقعة اتجاهاتها، وبذلك سينخفض الطلب على الدولار.
امّا حالياً فيتوقّع ان يبقى الدولار العملة الأفضل للشراء، وخصوصاً بعد انخفاض حدة توترات حرب التجارة، والتي تعتبر أكبر رياح معاكسة للدولار، على الأقل هذا هو الوضع الراهن. ويصحب هذا التحرك من جهة الدولار، معاناة الذهب المتوقّع مواصلة هبوطه حتى مستوى 1250 دولاراً للاونصة وتراجع اليورو والأسترليني لأسباب ومشاكل خاصة بهما.
يعاني الاسترليني ضغوطاً قبَيل صدور تقرير بيانات كلّ من: مؤشر أسعار المستهلك، والناتج المحلي الإجمالي، وكل هذا يدور على خلفية حالة من عدم الاستقرار السياسي. ويعاني اليورو من الازمة السياسية في إيطاليا، إذ تسعى الحكومة الإيطالية نحو الدخول في ائتلاف غرضه اتّباع خطى بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي. وبوجود هذه المخاطرة، سيسعى حاملو السندات الإيطالية نحو تصفية سنداتهم، ما يزيد الضغط على اليورو، بينما تتربّع سندات الخزانة الأميركية على واحة من الهدوء. وتضيف توترات العملات الأخرى مزيداً من الانتعاش للدولار في المدى المتوسط.

بورصة بيروت
جرى أمس تداول 335208 أسهم بقيمة 1.76 مليون دولار في بورصة بيروت، وجاء ذلك من خلال 48 عملية بيع وشراء لثمانية انواع من الاسهم. ارتفع منها 2 وتراجع 4 واستقر 2. وفي الختام تراجعت قيمة البورصة السوقية 0.26% الى 11.178 مليار دولار. اما انشط الاسهم فكانت على التوالي: بيبلوس التي استقرت على 1.50 دولار مع تبادل 132400 سهم، ثم شهادات ايداع بنك عودة التي ارتفعت 0.89% الى 5.65 دولارات مع تبادل 111600 سهم، ثم سوليدير الفئة «أ» التي زادت 1.17% الى 8.60 دولارات مع تبادل 44806 أسهم وسوليدير «ب» التي زادت 0.94% الى 8.37 دولارات مع تبادل 27542 سهماً، وأخيراً شهادات ايداع بلوم التي تراجعت 1.73% الى 11.30 دولاراً مع تبادل 10000 سهم.

 

أسواق العملات
إستمر أمس تراجع العملات الرقمية المشفّرة الحاد، حيث تتحرك بتكوين بالقرب من الـ7800 دولار، وعملة إيثيريوم بالقرب من 600 دولار، والريبيل بالقرب من الـ60 سنتاً. ويسود سوق العملات الافتراضية مخاوف من قرب وضع تنظيمات وقوانين جديدة لتداولاتها.
ومن جهة اخرى تفاقمت خسائر اليورو امس بعد صدور معظم البيانات الأوروبية، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي الألماني ونفس المؤشر الصادر عن الإتحاد الأوروبي، كما تراجع مؤشر مديري المشتريات الخدمي الألماني والأوروبي، ما جعل اليورو دولار يكمل تداولاته دون الدولار و18 سنتاً.
كذلك هبط الجنيه الإسترليني بشكل ملحوظ، ليتحرك الباوند دولار دون الدولار و34 سنتاً، وجاء هذا بعد تراجع مؤشر أسعار المستهلكين البريطاني ومؤشر أسعار المنتجين على الصعيد الشهري. وقفز الدولار بقوة مقابل الليرة التركية وبنسبة تفوق الـ3 بالمئة، ليصل الى ما فوق الأربع ليرات و83 قرشاً.

 

الأسهم العالمية
تراجعت الاسهم في بورصة وول ستريت الاميركية امس، بعد أن قال الرئيس ترامب إنه غير راضٍ عن التقدّم في محادثات التجارة الأميركية مع الصين، فضلاً عن ارتفاع المخاطر الجيوسياسية مع كوريا الشمالية. فتراجع مؤشر داو جونز 0.78 % الى 24834 نقطة، وهبط ناسداك 0.21% الى 7378 نقطة وستاندارد اند بورز 0.31% الى 2724 نقطة. وفي اوروبا تراجعت البورصات ايضاً، ليتراجع فوتسي البريطاني 0.58% الى 7832 نقطة، وداكس الالماني 1.71% الى 12945 نقطة، وكاك الفرنسي 1.39% الى 5562 نقطة. وفي آسيا تراجع مؤشر نيكاي الالماني 1.18% الى 22690 نقطة، وهانغ سنغ في هونغ كونغ 1.82% الى 30666 نقطة.
النفط
إنخفضت أسعار النفط اليوم بفعل توقعات بأنّ منظمة «أوبك» قد تزيد الإمدادات في وقت قريب للغاية ربما في مطلع حزيران، على الرغم من الدعم الذي تلقّاه السوق من المخاطر الجيوسياسية.
وانخفضت عقود برنت 4 سنتات إلى 79.53 دولارا للبرميل بعد أن قفزت 35 سنتا أمس. وكان برنت بلغ 80.50 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي مسجّلاً أعلى مستوى له منذ تشرين الثاني 2014. وتراجعت كذلك عقود الخام الأميركي سنتين إلى 72.18 دولارا للبرميل بعد أن قفزت أمس إلى 72.83 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ تشرين الثاني 2014. وقال بنك (إيه.إن.زد) في مذكرة «المخاطر الجيوسياسية... أبقت المستثمرين في حال تأهّب. وزير الخارجية الأميركي بومبيو طالب إيران بوقف تخصيب اليورانيوم والسماح للمفتشين بالوصول إلى أي موقع في البلاد».
وأبلغت مصادر مطلعة في «أوبك» وصناعة النفط «رويترز» أنّ منظمة البلدان المصدرة للنفط ربما تقرر زيادة إنتاج النفط في وقت قريب للغاية، ربما في حزيران، بسبب مخاوف بشأن الإمدادات الإيرانية والفنزويلية، وبعدما أثارت واشنطن القلق من أنّ مسيرة النفط التصاعدية تذهب أبعد ممّا ينبغي.
الذهب
زادت أسعار الذهب امس لغموض المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ممّا عزّز الإقبال على شراء المعدن الأصفر كملاذ آمن، لكنّ ارتفاع الدولار كبح المكاسب.
وأظهر المعدن الأصفر، الذي يُستخدم عادة كمخزن للقيمة في أوقات الضبابية السياسية أو الاقتصادية، مؤشرات على الصعود بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه غير راض عن المحادثات الأخيرة مع الصين.
لكنّ الدولار، المقوم به الذهب وبقية السلع الأولية، ارتفع مقابل سلة عملات مع ترقب المستثمرين لمحضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، المقرر صدوره في وقت لاحق من يوم الأربعاء.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 بالمئة إلى 1296.42 دولاراً (الأونصة)، فيما زادت العقود الأميركية الآجلة تسليم حزيران 0.3 بالمئة إلى 1296 دولاراً للأونصة. وتظل الأسعار محصورة في نطاق محدود في الوقت الذي يترقّب المستثمرون المزيد من المؤشرات بشأن مسار رفع أسعار الفائدة الأميركية.