متفاجئاً وحانقاً، مثل رجل سبعيني أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله وقد أثقله الغضب، فالرجل تعرض لعملية سرقة محله المعدّ لبيع الزهور في محلة بربور، ومن جملة ما تمت سرقته، مسدس حربي، حيث فوجىء بعدما تقدم بادعاء حول عملية السرقة، على الادعاء عليه بتهمة حيازة مسدس حربي دون ترخيص، ترخيصٌ قال المدعى عليه السبعيني أ.م. انه سُرق أيضاً من جملة المسروقات من درج المحل.
وبمثوله، إشتدّ غيظ الرجل وهو ينصت إلى الجرم المسند إليه «أقدمت في محلة بربور على حيازة مسدس حربي دون ترخيص»، ليبادر إلى القول «أنا يا سيّدي بائع حب، أبيع الحب والمحبة مع كل زهرة ووردة ولا علاقة لي بأمور أخرى».
وبإستيضاحه، يروي الرجل أنه في الفترة التي سبقت عملية سرقة محله، تعرض لعملية نشل أثناء خروجه من أحد المصارف، حيث قرر حينها «التسلّح». أما كيف استحصل على المسدس الحربي، فأفاد بأنه كان له بذمة شخص مبلغ مالي قبل 20 عاماً وأخذ منه المسدس كمقايضة، وحاز على رخصة له ومنذ ذلك الوقت يحرص على تجديد تلك الرخصة.
بعد 15 يوماً من عملية السرقة - يتابع المدعى عليه - قصد أحد المخافر للادعاء حول تعرض محله للسرقة، وعدّد للمحقق المسروقات «مسدس حربي ورخصته ومبلغ 20 ألف دولار»، وأن المحقق سأله عما إذا يحوز مسدساً آخر فنفى ذلك. وأضاف:«عندما قصدت المخفر للادعاء فوجئت بعد فترة بالادعاء علي بحيازة مسدس حربي دون ترخيص، فكيف ذلك ومسدسي مرخص وتمت سرقتي».
أما من هم السارقون، فيتهم المدعى عليه المصرية وفاء العشري التي كانت تعمل لديه في المحل ومواطنها مصطفى خضري، وهما فاران، وجرى الإدعاء عليهما أيضاً في القضية عينها بسرقة المسدس المذكور ونقله دون ترخيص.
وبعد أن طلب أ.م. البراءة اعلنت المحكمة إبطال التعقبات بحقه، فيما حكمت غيابياً على المصريَّين العشري وخضري بالسجن مدة ستة أشهر وتغريم كل منهما مبلغ أربعماية ألف ليرة لبنانية وإلزامهما بتقديم مسدس حربي.