لا مفاجئات ولا غرائب أو عجائب في الجلسة النيابية الأولى اليوم لمجلس النواب الجديد، فهو سيُعيد انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً للمجلس للمرّة السادسة منذ حوالي ستة وعشرين عاماً متواصلة، ويبدو أنّ هذه الرئاسة لن تفارقه حتى أقرب الأجلين (أطال الله بعمره وأدام عزّه)، إلاّ أنّها حين ستعود لانتخاب النائب إيلي الفرزلي نائباً للرئيس (وهو منصب فخري لا طعم له ولا مهابة)، فإنّها تُسجلّ بعض المفارقات التي تُطيل علامات التّعجُّبب وربما بعض الذهول.
المفارقة الأولى:
كان اللبنانيون يعتقدون أنّ النظام السوري خرج من لبنان عام 2005 من الباب الواسع بعد عهد وصاية مديد، وأن لا رجعة له، فإذا بهم يتفاجأون اليوم بعودة أبرز وجوهه، ليحتلّ موقعاً ذا رمزية ودلالة أكثر ممّا هو موقع هام وفاعل.
إقرأ أيضًا: باسيل للأخبار: العهد القوي بألف خير .. ضرورة قرص أُذُن الرئيس بري وتحجيم جعجع
المفارقة الثانية:
هي تشكيلة النواب المقترعين لرجل سوريا الأول (كان يُجاهر ويفاخر بعلاقته مع الوالي السوري على لبنان)، بدءاً من كتلة تيار الرئيس ميشال عون (الذي أقام مجده السياسي على مقارعة السوريين)، وبدل أن تؤيّد الكتلة مرشّح القوات اللبنانية، التي لولاها لما قام للوزير باسيل مُلكٌ ولا مجد، أعلنت عزمها انتخاب الفرزلي، أمّا جنوح الوزير جنبلاط لانتخاب الفرزلي (كُرمى لعين نبيه بري) فهو العجبُ العُجاب، جنبلاط الذي ناهض الوجود السوري بعد العام ألفين (تاريخ الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان) وهاجمه وكان رأس الحربة في تكتُّل الرابع عشر من آذار الذي قام على مبادئ سيادة لبنان واستقلاله مقابل الوجود السوري العسكري والسياسي ، والذي عُرف بعهد الوصاية السورية والتي دامت حوالي ثلاثين عاماً متواصلة.
لن يتعجب اللبنانيون من عودة انتخاب الفرزلي نائباً لرئاسة المجلس، لكنّهم سيعجبون حتماً من نوابٍ (بعينهم) سينتخبونه بعد ثلاثة عشر عاماً على قيام الاستقلال الثاني.
طلبت بنتُ الأعمش من أبيها حاجةً، فحجبها بالرّدّ. فقالت: والله ما أعجبُ منك، ولكنّي أعجبُ من قومٍ زوّجوك.