لدقائق سيترأس رئيس السن النائب ميشال المر أول جلسة انتخابية لمجلس 2018، قبل أن يعود الرئيس نبيه بري إلى مقعده ومطرقته للمرة السادسة على التوالي، خلال 26 عاماً، حيث يُتوقع أن ينال أكثر مما نال في العام 2009 من أصوات (90 صوتاً)، على رغم إعلان كتلتي القوات والكتائب التصويت بورقة بيضاء، مقابل ترك كتلة لبنان القوي الخيار لأعضائها، ما بين انتخاب بري وبين تسجيل موقف بالورقة البيضاء.
بالأمس، كان الحراك مكثفاً تحضيراً لجلسة الانتخاب. معظم الكتل اجتمعت وأعلنت مواقفها من انتخاب الرئيس ونائبه. كتلة التنمية أعلنت ترشيح بري رسمياً لرئاسة المجلس وتأييدها للفرزلي نائباً للرئيس. كما قررت ترشيح النائب ميشال موسى لعضوية هيئة مكتب المجلس. وفيما أعادت الكتلة اختيار النائب أنور الخليل أميناً عاماً لها، كان لافتاً تسمية النائب إبراهيم عازار نائباً لرئيس الكتلة، وهو منصب لم يكن معهوداً في السابق.
وقبل الاجتماع الأول لكتلة المستقبل، الذي أعلنت فيه التصويت لبري مقابل عدم التصويت للفرزلي، كان الرئيس سعد الحريري يستكمل، بشكل غير مباشر، إجراءاته الإقصائية بحق من ساندوه عندما كان أسيراً في الرياض. فبعد أن دفع نادر الحريري إلى الاستقالة بعيد الانتخابات، أعلن خلال استقباله العاملين في مؤسساته الإعلامية، أمس، أنه سيطبق مبدأ فصل النيابة عن الوزارة، مستثنياً نفسه من هذا المبدأ. وهو موقف أكد من خلاله على ما كان قد انتشر منذ مدة عن قراره الحاسم بعدم توزير نهاد المشنوق مجدداً، الأمر الذي رد عليه الأخير بالتأكيد أنه لم يتبلغ رسمياً بالقرار و«أرفض أن يتم إبلاغي عبر الإعلام».
وكان الحريري قد استقبل، عصر أمس، رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط، بعد أن كان الأخير قد غرّد صباح أمس، قائلاً: «أعلم أن الشيخ سعد لا يحبّ التخاطب عبر التويتر إنما هذا الكلام فقط للاستيضاح. حاولت جاهداً أن أفهم خلاصة التوجه حول بواخر الطاقة لكنني عجزت، وبخاصة جواب أحد الوزراء أنهم أخذوا تدابير احترازية نتيجة ارتفاع سعر النفط. لكن بعد الاستيضاح المباشر، اقتنع جنبلاط بعقد الـ BOT في دير عمار، على حد قوله».
في اللقاء، كان تشكيل الحكومة حاضراً كما انتخابات هيئة مكتب المجلس، فأعلن جنبلاط تسمية الحريري لرئاسة الحكومة. أما بشأن نيابة رئاسة المجلس، فأعاد التذكير بأنه «من أجل صداقتي مع الرئيس بري، سأطلب من بعض الرفاق أن ينتخبوا إيلي الفرزلي، وأترك الخيار للآخرين ليفعلوا ما يريدون».
في اجتماع كتلة لبنان القوي، الذي عقد برئاسة النائب جبران باسيل، كان تأكيد على تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، لكن نيابياً ترك الخيار لأعضاء التكتل بين انتخاب بري وبين الورقة البيضاء. وبرر باسيل هذا الموقف بالتأكيد أن الاقتراع بالورقة البيضاء هو الموقف الطبيعي للتكتل، بعد أن تركت جلسة انتخاب الرئيس «جرحاً كبيراً جداً لا تزال آثاره حتى اليوم، وقد عبر عنه بشكل أو بآخر دولة الرئيس نبيه بري حين قال: إني أفهم تماماً ألا يؤيدني التكتل». لكن باسيل، قال في المقابل، إنه لا يمكن تجاهل المرشح الذي اختارته غالبية الطائفة الشيعية، مشيراً إلى أن التيار يرفض عزل الآخرين، ونقبل بخيار الآخرين، ولا يمكن أن نفرض عليهم خيارات حتى لو كانت لا تعجبنا أو لنا موقف منها أو خلاف، إنما نحن مضطرون إلى احترامها.
كذلك أعلن التكتل رسمياً ترشيح الفرزلي نائباً لرئيس المجلس، إضافة إلى إعلانه ترشيح النائبين ألان عون لأمانة سر مكتب المجلس وهاغوب بقرادونيان لعضويته، علماً أن العونيين لم يسبق لهم أن شاركوا في هيئة المكتب منذ العام 2005 حتى الآن.
وقبل اجتماع التكتل، كان وفد مؤلف من النواب ابراهيم كنعان والياس بو صعب وألان عون قد زار عين التينة، حيث أكد كنعان على الأثر احترام تكتل لبنان القوي للأقوياء في طوائفهم.
كتلة الوسط المستقل، اجتمعت بدورها، أمس، برئاسة نجيب ميقاتي وحضور جان عبيد ونقولا نحاس وعلي درويش، وأعلنت تأييد بري لرئاسة المجلس، من دون التطرق إلى نيابة الرئيس، لكن النائب نحاس أبلغ «الأخبار» أن الكتلة كانت بانتظار قرار تكتل لبنان القوي، وهي بالتالي ستؤيد الفرزلي.
إزاء هذه التطورات، تكون صورة هيئة المكتب قد اكتملت. نبيه بري رئيساً، إيلي الفرزلي نائباً للرئيس، كما ينضم إليهما في عضوية هيئة المكتب، على ما تشير الترشيحات: آلان عون ومروان حمادة أمينان للسر، بقرادونيان، موسى، وسمير الجسر مفوضون.
وبحسب إعلان الكتل، فإن رئيس المجلس سيحصل على أصوات كتلة المستقبل (20 نائباً)، كتلة التنمية والتحرير (17 نائباً)، كتلة الوفاء للمقاومة (13 نائباً)، كتلة اللقاء الديموقراطي (9 نواب)، كتلة الوسط المستقل (4 نواب)، كتلة المردة (3 نواب)، كتلة القومي (3 نواب)، كتلة كسروان – جبيل (فريد الخازن ومصطفى الحسيني)، كتلة الكرامة (فيصل كرامي وجهاد الصمد)، مستقلو 8 آذار (خمسة نواب هم جميل السيد، إدي دمرجيان، عبد الرحيم مراد، أسامة سعد، وعدنان طرابلسي)، والمستقلان (فؤاد مخزومي وميشال المر)، إضافة إلى سيزار المعلوف (كتلة الجمهورية القوية) وعدد من نواب كتلة لبنان القوي، أبرزهم نواب الطاشناق (3 نواب)، كما يتوقع أن يضاف إليهم: طلال ارسلان، إيلي الفرزلي، مصطفى علي حسين، سليم خوري، شامل روكز والياس بو صعب، نعمة افرام وميشال ضاهر، إضافة إلى عدد من النواب الملتزمين في التيار، ليصل إجمالي المصوتين لبري إلى ما بين 92 و100 نائب.
أما في انتخابات نيابة رئاسة المجلس التي ينافس الفرزلي فيها مرشح القوات أنيس نصّار، الذي زار بري أمس، فيتوقع أن يعود الفرزلي إلى المنصب الذي غادره في العام 2004، بنحو 80 صوتاً، هي أصوات 25 نائباً من أعضاء تكتل لبنان القوي (معوض لن يصوت له إضافة إلى آخرين)، 17 نائباً من كتلة التنمية، 13 من كتلة الوفاء للقاومة، 5 من كتلة اللقاء الديموقراطي، كتلة الوسط المستقل (4 نواب)، كتلة المردة (3 نواب)، كتلة القومي (3 نواب)، كتلة كسروان – جبيل (نائبان)، كتلة الكرامة (نائبان)، مستقلو 8 آذار (خمسة نواب) والمستقلان فؤاد مخزومي وميشال المر، وسينال أنيس نصار ما بين 35 و40 صوتاً.