يتوافر الزنك في أطعمة كثيرة أهمّها اللحوم، والدواجن، والفاصولياء، والمكسرات، وبعض أنواع ثمار البحر كالمِحار، ومنتجات الألبان والرقائق المدعّمة. إستناداً إلى الخبراء، فإنّ الأشخاص الذين يعانون اضطرابات الأكل، وإدمان الكحول، وأمراض الجهاز الهضمي هم أكثر عرضة لنقص الزنك الحقيقي، والأعراض قد تكون شديدة وتتضمّن الإسهال، وتساقط الشعر، وفقدان الشهيّة، ومشكلات في البشرة والعيون.
من جهة أخرى، فإنّ عدم كفاية الزنك هو أكثر شيوعاً، ويظهر غالباً لدى البالغين الذين تخطّوا 60 عاماً. لكن يمكن التعرّض أيضاً لهذه المشكلة في حال الاعتماد على نظام غذائي نباتي. مقارنةً بالبروتينات الحيوانية، تحتوي المأكولات النباتية كمية أقلّ من الزنك. ناهيك عن أنّ الحبوب الكاملة والبقوليات تضمّ مركّبات تصعّب قدرة الجسم على امتصاص الزنك بأكمله، وهذه مشكلة كبرى بما أنه لا يخزّن هذا المعدن كما الحال مع الفيتامينات والمغذيات الأخرى.
اكتشفوا أهمّ العلامات التي تُشير إلى عدم حصولكم على ما يكفيكم من الزنك:
تزايد البقع الصلعاء
وفق «National Institutes of Health»، يمكن لمستويات الزنك المنخفضة أن تسبّب تساقط الشعر. كذلك بيّنت مجموعة تقارير أنّ الأشخاص الذين يشكون من داء الثعلبة، وهو مرض المناعة الذاتية يسبّب تساقط الشعر على فروة الرأس أو مناطق أخرى في الجسم، يعانون نقص الزنك. وفي حين أنّ بعض المرضى شهدوا تحسّناً ملحوظاً عقب تناولهم عقاقير الزنك، لكن هناك حاجة لإجراء دراسات إضافية لفهم العلاقة كلّياً. في حال عدم ملاحظة أيٍّ من الأعراض الأخرى التالية فلا داعي للهلع لأنّ الشعر الضعيف قد يرتبط بعوامل عدة أخرى. فقط الحالات الشديدة لقلّة الزنك ترتبط بتزايد البقع الصلعاء.
إنتشار بثور الوجه
بيّنت الدراسات أنّ الحصول على مكمّل غذائي أو وضع كريم يحتوي الزنك قد يساعد على إزالة البثور. بحسب تقرير نُشر في «Dermatology Research and Practice»، يعتقد الباحثون أنّ هذا المعدن يملك خصائص مضادة للإلتهابات ويخفّض عدد الزيت والبكتيريا في الجلد المحفّزين للبثور. بالتأكيد توجد عوامل كثيرة تعزّز ظهور البثور، كالمكياج، ومنتجات العناية بالبشرة، والهورمونات، وحبوب منع الحمل، وبعض المأكولات. لكن إذا لجأتم إلى الحلول المُتاحة ولاحظتم إشارات أخرى موجودة في هذه اللائحة، يُستحسن التحدث إلى الطبيب أو إختصاصي الجلد عن قلّة الزنك.
الإصابة بمرض مُزمن
رُبط نقص الزنك بمجموعة مشكلات صحّية، كالسكري، والألزهايمر، والاضطرابات العصبية، وأمراض المناعة الذاتية. يُحتمل أنّ ذلك يرجع إلى أنّ الزنك يحافظ على سلامة الجهاز المناعي ويضمن نموَّ الخلايا الصحّية. لكن عند إهماله، يعجز الجسم عن مكافحة آثار الجذور الحرّة والالتهاب، هذين العاملين الخطرين المرتبطين بالأمراض المُزمنة.
عدم التئام الجروح
بما أنّ الزنك أساسي لصحّة المناعة، يمكن لنقصه في الجسم أن يجعل الشخص أكثر عرضة للعدوى الفيروسية والبكتيرية. كذلك فإنّ الجروح والخدوش قد تستغرق مزيداً من الوقت للالتئام نظراً إلى أنّ الجسم يعتمد أيضاً على هذا المعدن لإصلاح الأنسجة.
سوءُ الرؤية
تحتوي العيون تركيزات عالية من الزنك، تحديداً في الشبكية. إستناداً إلى «American Optometric Association»، يرجع السبب إلى أنّ الزنك يساعد على نقل الفيتامين A من الكبد إلى شبكية العين لإنتاج أصباغ وقائية في العينين. ما يعني أنه مهمٌّ جداً لرؤية قويّة.
فقدان الحواس
يلعب الزنك دوراً في معظم الحواس، بما فيها الذوق والشمّ. لذلك يجد الأشخاص الذين يعانون نقصاً فيه صعوبة تذوّق أطباقهم. أظهرت الدراسات أنّ تقديم أدوية الزنك الفموية للذين يشكون من اضطرابات الذوق قد حسّن الأعراض التي يواجهونها، بما أنه قد يساعد على تحفيز منطقة في الدماغ تتحكّم في كمية الطعام المستهلكة.
اضطراب السمع
وجدت دراسة شملت 100 شخص يعانون طنين الأذن أنّ 12 في المئة لديهم مستويات منخفضة من الزنك، والذين يشكون من نقص شديد لديهم فقدان سمع أكثر حدّة. وفي بحث آخر صدر عام 2011، فقد حاول الباحثون علاج سمع 66 شخصاً بواسطة مكملات الزنك. وتبيّن لهم أنّ الذين تلقّوا مكملات الزنك استعادوا سمعهم مقارنةً بالذين حصلوا على علاج الستيرويد. ويعتقد العلماء أنّ الزنك قد يكون بمثابة مضاد للأكسدة ويُهدّئ الالتهاب في الجزء الداخلي للأذن.
توقف النمو
يُعتبر من الإشارات الأساسية لنقص الزنك ويظهر تحديداً عند الصغار. يجب على الأولاد تلقّي جرعة كافية من هذا المعدن في غذائهم لأنه يؤثر في نموّ الخلايا، ما يعني أنّ انخفاضه يعوق النمو. هذه المشكلة تُصيب خصوصاً الذين لا يستهلكون كميات كافية من البروتينات الحيوانية.