منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء جرى التسلم والتسليم بين مجلس النواب المنتخب على القانون الاكثري والمجلس الجديد المنتخب على القانون النسبي، وسبقت التجدد النيابي جلسة الوداع لحكومة «استعادة الثقة» التي دوّرت الكثير من الملفات واحالتها كما يبدو الى برنامج الحكومة التالية، وقد شكر الرئيس ميشال عون الحكومة على التعاون وطالبها ضمنا بمتابعة تصريف الاعمال بمسؤولية وتسهيل الامور.
البواخر التركية المنتجة للتيار الكهربائي حلم ليالي حكومة استعادة الثقة، ومنذ ولادتها شغل الجانب الاكبر من الاجتماع الوداعي، علما انه كان ضمن 59 بندا ضمها جدول الاعمال، وقد تمسكت القوات اللبنانية برفضها لبواخر انتاج الكهرباء التي رفضتها دارة المناقصات العامة، كما تحفظ وزراء اللقاء الديموقراطي عليها.
كما تناول مجلس الوزراء الاجراءات الامنية التي قررها مجلس الدفاع الاعلى لضبط الفلتان الحاصل في منطقة بعلبك ـ الهرمل.
واعتبارا من اليوم الثلاثاء يكون هناك مجلس نواب جديد برئاسة اكبر الاعضاء سنا وهو النائب ميشال المر (87 عاما) الذي يحتفظ بلقب دولة الرئيس لـ 48 ساعة تبدأ عند بداية ولاية المجلس الجديد وتنتهي ظهر غد الاربعاء بإعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا للسلطة التشريعية في لبنان للمرة السادسة، ليغدو اقدم رئيس برلمان في العالم (26 عاما).
ويعاون رئيس السن في الاشراف على انتخاب رئيس المجلس اصغر عضوين سنا وهما النائبان طوني سليمان فرنجية وسامر احمد فتفت.
وبعد انتخابه مباشرة، يستعيد بري مقعد الرئاسة ليدير عملية انتخاب نائبه واعضاء هيئة مكتب المجلس الذين يمثلون الكتل النيابية الكبرى عادة.
وحول نائب رئيس المجلس يدور الصراع، الرئيس نبيه بري يفضل نائبه الاسبق ايلي الفرزلي المدعوم من فريق 8 آذار ود.سمير جعجع يريد النائب القواتي الجديد انيس نصار في المنصب ويؤيده في هذا الرئيس سعد الحريري، والتيار الوطني الحر يفترض ان يقترع للفرزلي في حال صرف النظر عن ترشيح عضو كتلته إلياس بوصعب، وبقيت الكتلة الجنبلاطية، فالنائب (السابق) وليد جنبلاط يفضل امساك العصا من الوسط، فهو لا يريد من نواب الكتلة التي يرأسها ان يسيئوا الى علاقته بالرئيس نبيه بري ولا الى تحالفه مع د.سمير جعجع في الوقت عينه، ومن هنا جاء قوله بعد زيارة للرئيس نبيه بري في عين التينة: اؤيد بري للرئاسة وسأسعى لاقناع كتلتي النيابية بالتصويت للفرزلي، ما يعني انه سيوزع اصوات كتلته التسعة بين الفرزلي ونصار، وقد برر جنبلاط موقفه هذا بالقول ان علاقته بالرئيس بري فوق كل اعتبار.
ويبدو انه كان في الوارد عقد لقاء بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وفق ما سبق ان اشارت اليه «الأنباء»، لكن اللقاء الذي كان مقررا في بيت الوسط لم يحصل بسبب عدم اكتمال الترتيبات وخصوصا توزيع الحقائب الوزارية.
وواضح ان انتخاب رئيس المجلس واعضاء هيئة مكتبه سيشكل منطلقا لمحاور سياسية جديدة، في طليعتها عودة المياه الى مجاريها بين الرئيس الحريري وجنبلاط وبين الحريري وجعجع، اضافة الى اصلاح ذات البين بين الرئيس بري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي رفد رئيس المجلس امس بتنويه لافت شكل تراجعا عن كل ما سبق ان قاله بالرئيس بري، وخالصا الى التشديد على ان الاقوياء هم من يجب ان يتمثلوا في الحكومة والرئيس بري ضمن هؤلاء.
لكن باسيل «نزعها» مع وليد جنبلاط عندما اعتبر انه لا مانع لديه من اختيار النائب طلال ارسلان وزيرا للدفاع، في حين يصر جنبلاط الذي يرأس كتلة اللقاء الديموقراطي التي تضم النواب الدروز والاشتراكيين عدا ارسلان والذي يصر ـ اي جنبلاط ـ على ان يكون الوزراء الدروز الثلاثة من حصة كتلته.
النائب وهبي قاطيشا عضو كتلة القوات اللبنانية (الجمهورية القوية) استغرب قيام باسيل بتوزيع الحقائب الوزارية، فهو ليس رئيس جمهورية ولا رئيس حكومة انما مجرد رئيس كتلة، وقال: ان تصرفات باسيل تخدم القوات اللبنانية شعبيا.