مع الارتفاع الأسبوعي لأسعار البنزين، سيصبح الحد الأدنى للأجور موازياً 23.7 صفيحة، وهو ما يعني أن الأسر ذات العائدات المتواضعة والمتوسطة، ستتأثر بشكل كبير بالارتفاعات التي تشهدها السوق المحلية.
وأثار الارتفاع التدريجي لصفيحة البنزين، مجموعة من الهيئات النقابية وعلى رأسها الإتحاد العمالي العام الذي قال إن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وليس البنزين وحده، ينعكس ارتفاعات في الأسعار ليس فقط على بدلات النقل والانتقال، بل على مجمل الدورة الاقتصادية من الصناعة إلى الزراعة إلى مختلف أنواع الخدمات. فضلاً عن آثار هذا الارتفاع على العامل والموظف الذي ينتقل بسيارته الخاصة في غياب وسائل النقل العام، كما بالنسبة إلى سائقي سيارات الأجرة الذين تأخذ هذه الزيادات الحصة الأكبر من مدخولهم اليومي.
وتواصل أسعار المحروقات ارتفاعها خصوصاً البنزين، حيث بلغ معدل الارتفاع الأسبوعي 300 ليرة للصفيحة حتى قارب سعرها الـ30 ألف ليرة. فقد وصل الأسبوع الماضي إلى 28400 ليرة.
وتشكّل الضرائب والرسوم - من ضريبة قيمة مضافة ورسم مقطوع وجعالة لأصحاب المحطات والمستوردين والموزعين - نسبة 30 في المئة من سعر الصفيحة.
في مثل هذا الوقت من العام الماضي وتحديداً في 17/5/2017 بلغ سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 22800 ليرة. فيما بات يبلغ اليوم أي في 15/5/2018، 28400 ليرة. أي أن الزيادة هي 6000 ليرة مرشحة للاستمرار صعوداً. فاسعار النفط العالمية ارتفعت أمس الاثنين، إذ بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 79.06 دولاراً للبرميل بزيادة 55 سنتاً أو ما يعادل 0.7 في المئة بالمقارنة مع سعر الإغلاق السابق. وتجاوز برنت 80 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ تشرين الأول 2014 الأسبوع الماضي.
وتوقع الخبير النفطي ربيع ياغي أن يستمر تصاعد أسعار المشتقات النفطية إلى نهايات الصيف. وقال في تصريح لـ«المستقبل» «هناك شبه اتفاق ما بين دول أوبك وتلك خارجها لتحديد سقف الانتاج وتحسين الأسعار إلى نهايات العام الجاري 2018. وهذا ما حصل فعلياً، اذ أن أسعار النفط الخام اليوم هي في زيادات أسبوعية، وسترتفع أكثر مع افتتاح موسم الصيف في أوروبا، حيث يبدأ موسم العطلة، وهو ما سيزيد ارتفاع الطلب مقابل الانتاج الثابت وبالتالي ارتفاع سعر البرميل عالمياً».
ولفت ياغي إلى أن الزيادات مستمرة خلال الأسابيع المقبلة، إلا أنها ستتراجع مع نهايات العطلة الصيفية في أوروبا، موضحاً أن الحال في لبنان ليست شبيهة بأوروبا في فصل الصيف لجهة أعداد السياح.
وبما أن لبنان دولة مستهلكة، فهو يتأثر تلقائياً بأسعار النفط العالمية، صعوداً وهبوطاً. علماً أنه يستهلك نحو مليوني طن سنوياً من البنزين ومثلها من مادة المازوت. ويبلغ سعر الطن واصلاً إلى لبنان 600 دولار، أي أن الفاتورة النفطية للبنزين وحده تبلغ نحو 1.2 مليار دولار. وتتم عمليات الاستيراد في القطاع الخاص من خلال تجمع الشركات النفطية، التي تعاني قلة استثمار في طاقة التخزين لا تكفي للاستهلاك المحلي لمدة تزيد عن 10 أيام، بينما يجب أن يكون التخزين لمدة لا تقل عن 3 أسابيع. ما يستدعي أن تقوم الشركات ببناء مخزون استراتيجي إلزامي.
ويرتبط تسعير الصفيحة بجدول تركيب الأسعار ونشرات البلاتس التي تصدر أسبوعياً، فأسعار المحروقات تصدر بناء لجدول أسعار يصدر أسبوعياً من وزارة الطاقة لتحديد سعر المبيع للمستهلك.
ويبلغ استهلاك السوق المحلية نحو 7 ملايين ليتر لمادتي البنزين 98 و95 أوكتان، أي نحو 350 ألف صفيحة، وهو يعتبر حجماً كبيراً بالنسبة لسوق مثل لبنان.
وقال أمين سر نقابة أصحاب محطات الوقود في لبنان فادي أبو شقرا، إن الأسعار ذاهبة إلى ارتفاع خلال الأسبوع الجاري، متوقعاً زياة 400 ليرة على سعر صفيحة البنزين. كما توقع أن يؤثر ذلك على استهلاك هذه المادة الحيوية بما لا يقل عن 20 في المئة في حال استمرار التصاعد الأسبوعي لسعر النفط الخام.