أولاً: على نهج الراحل رفيق الحريري...
على طريقة شيخ الاقتراض الرئيس الراحل رفيق الحريري، الذي راح يدفع بالبلد اتّجاه المديونية العالية وتطمين المواطنين بأنّ البلد ماشي، وبألف خير، ينسُج الوزير جبران باسيل ، فرغم أزمات النظام المتفاقمة: من وضعٍ ماليٍّ صعب، إلى سوء الخدمات العامة، واستفحال الأزمات البيئية، وهاو في مقابلة مع جريدة الأخبار، يُفاخر بنجاحاته الباهرة، وذلك بتجاوز كافة الاستحقاقات وجعلها "صناعة وطنية"، وذلك بانتخاب رئيس جمهورية قوي، وتعيين رئيس حكومة بات قويّاً هو الآخر بعد خلاصه البطولي من الأسر السعودي، وهكذا لا ضير من الاندفاعة السعودية بعد الانتخابات النيابية، فتأثيرها محدودٌ وغير فاعل، وأفضل مثالٍ على ذلك: مشاركة "حزب الله " في الحكومة المقبلة، وهذا أمرٌ لا نقاش فيه ولا اجتهاد. فوجود الحزب في الحكومة يُضفي مصلحة وفائدة للبلد، وعليه لا بُدّ من تمثيله، ويُستحسن "بفعالية" كما يطالب الحزب هذه الأيام.
إقرأ أيضا : باسيل: معادلة الرئيس القوي تنطبق على بري
ثانياً: العلاقة مع الرئيس بري..ضرورة "قرص الأذُن"...
مع تأكيد باسيل على ضرورة وصول الرئيس القوي داخل طائفته (الرئيس عون مثالاً)، إلاّ أنّه يجب التعامل مع الرئيس بري بصورة مختلفة، صحيح أنّه الأقوى ضمن طائفته، إلاّ أنّه ارتكب "زلّة قدم" خلال الانتخابات الرئاسية بامتناعه عن انتخاب عون، وهذه خطيئة لم يغفرها باسيل حتى الآن، ورغم النوايا الطيبة التي أظهرها بري اتجاه سيد بعبدا، لا بُدّ من معاملة بري بالمثل، ولا بدّ من قرصة أُذن خفيفة قد تُترجم بالامتناع عن انتخابه.
إقرأ أيضا : نبيه بري - جبران باسيل التحدّي المستمر!
ثالثاً: الهمُّ الدائم: تحجيم جعجع...
مع حكيم القوات الوضع مختلف، يجب دائماً إبقاء الاستحقاق الرئاسي القادم ماثلاً وداهماً، لذا لا مناص من إعادة تحجيم القوات اللبنانية، والتي "انتفخت" حُصّتها في الحكومة الحالية (بناءً على وعود الشراكة الكاملة في تفاهم معراب)، أمّا اليوم فالوضع مختلف، وباسيل لن يتسامح هذه المرّة بحُصّة التيار الوطني وحصّة رئيس الجمهورية، وقد يذهب للمطالبة برخصة توزير وزراء من خارج الطائفة (طلال إرسلان مثالاً)، ويطالب بحقوق طوائف محرومة من التوزير كالعلويّين والسريان، وربما يتيح له ذلك توزير علوي على حساب الثنائية الشيعية، وسرياني على حساب القوات.
للأسف لن يترك الوزير باسيل من يذكر عهد الرئيس عون بخير، بعد انقضائه. كان أحد أحفاد المغيرة المخزومي يقول: "والله إنّي لأبغُضُ القُرشيّ أن يكون فظّاً، يا عجباً لقومٍ يُقالُ لهم: من أبوكم؟ فيقولون: أُمُّنا من قريش".