اليوم بدأت ولاية مجلس النواب الجديد، لتنتهي جلسات الحكومة الحالية في اجتماع تعقده في القصر الجمهوري لتمرير ما علم وما خفي من البنود والملفات، المقلقة لبعض المرجعيات، كالبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي توجه الى النواب والوزراء في الحكومة الحالية والمقبلة بالقول: ليست النيابة والوزارة ملكا لكم، نحن امام حالة طوارئ اقتصادية تستدعي مكافحة الفساد المدمر لثقة الدول بنا، وكذلك كالنائب وليد جنبلاط الذي يخشى من تمرير صفقة البواخر الكهربائية في جلسة اليوم الوداعية.
ومن جلسة الحكومة الاخيرة الى اجتماع مجلس النواب الاربعاء لانتخاب رئيس للمجلس ونائبه وهيئة مكتبه وسط رفض الرئيس سعد الحريري انتخاب ايلي الفرزلي مرشح التيار الحر وحلفائه ورفضه مع سمير جعجع تكريس اي وزارة لأي طائفة او فئة او حزب.
بانتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس بات محسوما، في ضوء الصفحة الجديدة التي فتحتها زيارته الى القصر الجمهوري قبل ايام، ويبقى موقع نائب رئيس المجلس علامة استفهام، حيث تدور المنافسة بين ايلي الفرزلي مرشح كتلة «لبنان القوي» (التيار الوطني الحر) ومرشح «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) أنيس نصار.
وبعد جلسة الاربعاء الانتخابية وقبل الافطار الرئاسي في القصر الجمهوري، يتعين ان يحدد الرئيس ميشال عون مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء المكلف، وهو حكما الرئيس سعد الحريري، الذي سيستبق تكليفه بزيارة للرياض التي اقامت اول من امس حفل افطار على شرفه بمنزل سفيرها في بيروت بحضور مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا وشخصيات سياسية كالريئس السابق ميشال سليمان ورئيسي الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام ورئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع الذي جلس الى جانب المستشار العلولا على طاولة الشرف والرئيس الحريري على الجانب الآخر.
كما حضر وزراء تيار المستقبل والقوات اللبنانية والنواب القدامى او المنتخبون والسفراء العرب والاوروبيون والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، فيما غاب الرئيس نجيب ميقاتي وقدم اعتذارا، كما لفت غياب رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل او من يمثله او يمثل كتلته.
واستهل الرئيس الحريري كلمته بتوجيه تحية شكر للوزير السعودي المفوض وليد البخاري على هذا اللقاء الرمضاني المبارك وللدكتور نزار العلولا على حضوره، آملا ان يكون معنا دائما.
وقال: البيت السعودي، يجمع ولا يفرق، هذا ما تعلمناه من المملكة وهذا ما تريده المملكة من لبنان، ان نبقى على وحدتنا في مواجهة التحديات وان نبقى على عروبتنا والتزامنا باتفاق الطائف.
وكان الوزير المفوض وليد البخاري قد رحب بالمدعوين «في بيت المملكة في لبنان، وبيت كل اللبنانيين»، وقال انها لعلاقة ضاربة الجذور، راسخة رسوخ الارز، شامخة شموخ النخيل الذي يتحدى جفاف الصحراء.
وتوجه بالتحية الى الرئيس كميل شمعون وكمال جمبلاط والامام موسى الصدر وبشير الجميل ورفيق الحريري وكل الاحبة، فبوجودكم بيننا توكدون حرص لبنان على هذه الصداقة التاريخية.
وخارج اطار المناسبة، ابلغ الرئيس الحريري وسائل الاعلام بانه لن يدعم ايلي الفرزلي لموقع نائب رئيس مجلس النواب، وعن المداورة في الحقائب الوزارية قال: لا اؤمن بالاعراف الا في رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة، ما يعني انه ضد تكريس وزارة المال لأي طائفة مادام ان الراسات الثلاث اعطت كل طائفة كبرى حصتها من السلطة.
الموفد السعودي نزار العلولا سئل بدوره عن العلاقات اللبنانية ـ السعودية، فأجاب: لن اتحدث قبل تشكيل الحكومة، ولننتظر تسمية الرئيس المكلف الجديد وكلها اسبوعان انتظروا، واضاف: لا علاقة لنا بتشكيل الحكومة، فهذا شأن داخلي لبناني، واشار الى انه بعد تشكيل الحكومة سيأتي السياح من الخليج الى لبنان.
بدوره، قال رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع عن المداورة: لم تكن يوما اي وزارة لفئة معينة، او لحزب معين، او لطائفة معينة.
وعن نيابة رئاسة المجلس ونيابة رئاسة الحكومة وهما موقعان ارثوذكسيان، قال جعجع: نيابة رئاسة المجلس لا علاقة لها بنيابة رئاسة الحكومة، وسئل: هل يمكن ان تؤول هاتان النيابتان الى التيار الوطني الحر؟ فأجاب: وفيهم يكونون تنيناتهم للقوات.
عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب المنتخب انيس نصار المرشح لنيابة رئاسة مجلس النواب قال من جهته: من حق القوات ان تطالب بحصة وزارية مساوية لحصة التيار الحر، هذا الحق لكل نائب ارثوذكسي ينتمي الى كتلة كبيرة.
النائب وليد جنبلاط استبق آخر يوم من عمر المجلس النيابي الذي تنازل فيه عن مقعده النيابي لنجله تيمور وآخر اجتماع لمجلس الوزراء اليوم الاثنين ليغرد عبر تويتر محذرا من اطلالة بند البوارج التركية (لتوليد الكهرباء) مجددا، وقال: انهم مستميتون لتمريره، وحذار من هذه اللعبة الجهنمية للمصالح المشبوهة، ودعا العهد الى فتح صفحة جديدة.