فتح استحقاق انتخاب نائب رئيس مجلس النواب باباً جديداً للتجاذب السياسي بين الكتل المنتخبة، وإن كان انتخاب رئيس البرلمان محسوماً، فإن الأنظار متجهة نحو نائبه الذي تشير الأجواء إلى أن اختياره سيشهد حرباً قوية في الجلسة المتوقع عقدها في 23 أيار الجاري.
حتى الساعة يبدو أن التنافس محصور بين النواب المنتخبين إيلي الفرزلي والياس بو صعب وأنيس نصار. وبينما شهدت ساحة تكتل "لبنان القوي" (29 نائباً) مزايدات بين بعض نوابها، إذ بعد تصريح النائب المنتخب شامل روكز بأنه سيمنح صوته للفرزلي، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس تكتل "لبنان القوي" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن "التكتل يعقد اجتماعه الدوري الثلاثاء المقبل ويبحث فيه جملة أمور سياسية ومنها انتخابات رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس. وسيصار الى تحديد موقف التكتل في هذا الخصوص، مؤكدا ان كل ما عدا ذلك، من تحليل أو اجتهاد أو تسريب أو تكهن أو موقف، يبقى خارج إطار الموقف الرسمي للتكتل".
وفي حديث مع النائب المنتخب ايلي الفرزلي وهو المرشح الأوفر حظاً لتولي منصب نائب رئيس المجلس نظراً لخبرته التشريعية وعلاقته الطيبة والتاريخية برئيس البرلمان، أكد لـ"ليبانون ديبايت"، رداً على سؤالٍ عما إذا كان سيكون هو نائب رئيس المجلس، أنه لا يعرف حتى الساعة إن كان سيكون هو المرشح لهذا المنصب، وقال "أترك للتكتل الاختيار".
أما مرشح تكتل الجمهورية القوية (15 نائباً) هو نصّار الذي تؤكد مصادر قواتية أن مروحة من الاتصالات تجري للتسويق له، ونجحت حتى الساعة باستقطاب أصوات تكتل تيار المستقبل (20 نائباً)، وحزب الكتائب (3 نواب)، والحزب الاشتراكي (9 نواب).
وتؤكد مصادر مقربة من المختارة لـ"ليبانون ديبايت" أن كتلة الاشتراكي لم تحسم خيارها النهائي بعد في ما يخص اسم مرشحها لنائب رئيس البرلمان، على أن تعلن عنه في الأيام القليلة المقبلة. وكذلك الأمر بالنسبة لكتلة الكتائب التي أكدت أوساطها أنها لم تحسم قرارها بعد بالتصويت لنصار، ومحتمل أن تعلن عن اسم المرشح الذي ستصوت له يوم الاثنين المقبل.
وستمنح كتلة حركة أمل (17 نائباً) أصواتها للمرشح الذي سيتفق عليه تكتل "لبنان القوي"، لأن رئيس مجلس النواب نبيه بري سبق وأعلن أنه سيصوت لمرشح رئيس الجمهورية. والمرجح أن تتجه كتلة حزب الله (14 نائباً) نحو التوجه ذاته، وكذلك الحزب السوري القومي الاجتماعي (3 نواب) وكتلة تيار العزم (4 نواب).
أما تكتل تيار المردة الذي أصبح حتى الساعة بحسب مصادره بعد ضم عدد من مستقلي 8 آذار مؤلف من (7 نواب) لم يعلن بعد عن مرشحه لمنصب نائب رئيس بري وترفض مصادره الكشف عن اسمه. لكن تستبعد مصادر معنية أن يذهب هذا التكتل باتجاه ترشيح مرشح تكتل "لبنان القوي" نظراً للعلاقة المتوترة بين النائب سليمان فرنجية ورئيس التكتل باسيل، إلا في حال قرر فرنجية تسمية مرشح "لبنان القوي" استناداً لتسوية ما أو إرضاء للرئيس بري.
الأمر الذي يعني أن في جعبة نصار حتى الساعة 35 صوتاً ويرتفع ليصل إلى 47 صوتاً في حال صوت الاشتراكي والكتائب له. أما في جعبة مرشح "لبنان القوي" 67 صوتاً. بينما يتردد في الصالونات السياسية اسم مرشح ثالث، إذ تجري اتصالات مع النائب ميشال المر متمنية عليه الترشح لمنصب نائب رئيس البرلمان. وهو الترشح الذي في حال تمّ سيقلب كل الموازين السابقة الذكر، نظراً للعلاقة التاريخية التي تربط بين المر وعدد كبير من الكتل النيابية على رأسها كتلة الرئيس بري، وبنفس الوقت تستبعد مصادر مقربة من المر ترشح الأخير وذلك إرضاء لرئيس المجلس.