أكد رئيس الحكومة سعد الحريري في اجتماع المكتب السياسي لتيار "المستقبل"أن تيار "المستقبل" في أساس عمله التزام الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن عروبة مدينة القدس، هكذا تربينا، وعلى هذا الخط مستمرون، ولا يمكن تحت أي ظرف أن نقبل بتهويد القدس ومحور هويتها الفلسطينية والعربية".
وأشار إلى أن "اجتماع المكتب السياسي اليوم استثنائي في كل المعايير، بعد الانتخابات والقرارات التي صدرت"، مشدداً على أن "الانتخابات أخذت من حصتنا لكنها لم تأخذ شيئاً من قوتنا، والتيار الشعبي في كل المناطق كان أكبر استفتاء على قوة التيار وحضوره"، لافتاً إلى أن "الانتخابات كشفت عن أخطاء، وعن خلل في التنظيم، في بعض الدوائر، لكنها كشفت أيضاً أن في التيار شبانا وشابات وكوادر وأعضاء مكتب سياسي تحمّلوا المسؤولية وقاموا بواجباتهم".
وقال :"لا يجب أن نهرب من الأخطاء في التنظيم والخلل في عمل المنسقيات والماكينة الانتخابية لنرمي المسؤولية على القانون الانتخابي. هذا القانون نحن شاركنا في صياغته، وكان لدينا الجرأة لنقول أننا نريد إجراء انتخابات، ولو كنا نعرف سلفاً ان حصتنا النيابية سوف تنقص". وتابع:"حتى لو حصلت على كتلة نيابية أكبر، ما كان هذا الأمر ليجعلني راضياً عن عمل المنسقيات والماكينة، وخصوصاً في بيروت".
وشدد الحريري على أن "الانتخابات أصبحت وراءنا، لكن ترتيب البيت الداخلي أمامنا. صحيح أننا لا نريد أن نجلد أنفسنا، ولا نريد أن نعطي أي جهة فرصة للمشاركة في جلد "تيار المستقبل"، وكلنا نرى الحملات الاعلامية التي تستهدف التيار، وتعمل على تشويه القرارات التي أعلنا عنها، ومحاولة النيل من كرامة أشخاص قدموا للتيار خدمات مشهودة في المرحلة الماضية".
وأكد "ان المهم ردة فعل الناس. الناس تريد محاسبة على كل تقصير، وتريد أن تحمي "تيار المستقبل"، وأنا استمعت إلى ملاحظات الناس وسوف أكمل في هذا الخط. هناك ورشة يجب أن تحصل في منسقيات قصرت، وهناك تغيير يجب أن يحصل لتفعيل عمل منسقيات ثانية، وأمامنا فرصة للنهوض بمؤسسات التيار وحماية مكتسبات وطموحات الجمهور العريض لـ"تيار المستقبل". فلا تراجع عن مبدأ المحاسبة، وتأكدوا بأننا سنواصل الخطوات التي تحمي التيار وتصون حضوره الشعبي"، متمنياً على المكتب السياسي "مواكبة ورشة العمل مع هيئة الإشراف والرقابة التي ستقوم بالتحقيقات، مع التأكيد على أننا لا نريد أن نظلم أحداً، لكن في المقابل لا يجب أن نختبئ خلف أصبعنا ونقول أن أي تقصير لم يحصل".
وشدد على "أن الناس التي واكبت معنا الانتخابات في كل المناطق هي الاساس، والناس التي جاءت من كل لبنان إلى بيت الوسط يجب أن تعرف أن "تيار المستقبل" لا يمكن أن يغطي أي تقصير أو خلل أو فساد تنظيمي".
وأشار إلى "أننا أمام مرحلة جديدة، وتحديات كثيرة، لكن أمامنا هدف لا يجب أن يتغير، كيف نحمي البلد من العواصف في المنطقة. قدرنا أن نحمي البلد من الحريق السوري، لكننا نرى حرائق أخرى وناراً تحت الرماد في أزمات ثانية، ونحن سنبقى في الخط الأمامي لحماية لبنان، ولمنع سقوطه وتحويله صندوق بريد لأزمات المنطقة. وهذه المهمة ليست سهلة، لكنها مهمة وطنية بامتياز، وواجب وطني لا يجب أن نتخلى عنه، في مواجهة الخيار الثاني بأخذ البلد إلى المجهول، أو إلى صراع أهلي، وأنا لا يمكن أن ألعب هذا الدور، وفي نفس الوقت لا يمكن أن أقبل أن يكون البلد منصة لأجندات خارجية معادية للدول العربية".
وختم الحريري مداخلته بتهنئة اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً "بحلول شهر رمضان المبارك"، آملاً "أن يكون شهر خير وبركة وسلام ووفاق بين كل اللبنانيين".