الحوت الأزرق أو The Blue Whale هي أحدث لعبة انتحارية، وهي تستمر لمدة 50 يومًا، وتقوم على أساس تكليف اللاعب بمهام يومية مُعينة حتى تجد أن الإنتحار لا مفر منه
 

أصدرت شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي يوم أمس بيانا حذرت فيه المواطنين اللبنانيين من تفشي ظاهرة اللعبة الالكترونية "الحوت الأزرق" بين المراهقين والأطفال، وقال البيان أن "شعبة المعلومات تلقت مؤخرا عدداً من الإفادات من قبل المواطنين، حول أطفال تظهر عليهم علامات الخمول الذهني ومحاولات إنتحار وذلك نتيجة استخدامهم تطبيقات الكترونية مثل "الحوت الأزرق" و"مريم" وأشار الشعبة إلى أن "حالات إنتحار بين المراهقين لم تحصل بعد إلا أنها دعت الأهالي إلى الحذر وضرورة القيام بمراقبة الأطفال من خلال التوعية والإشراف المستمر".
وكانت قوى الأمن الداخلي قد حذرت خلال فترات سابقة من هذه الألعاب الإلكترونية وخصوصا ما يسمى لعبة "الحوت الأزرق" التي جرى حجبها في وقت سابق عن متاجر الألعاب في آبل وغوغل بلاي حيث يقع مستخدمو هذه الألعاب من الأطفال ضحية لأعمال العنف تجاه أنفسهم كاستخدام الآلات الحادة في الإيذاء وعدم القدرة على النوم ومشاهدة أفلام الرعب والموسيقى الحزينة والكئيبة إضافة إلى اختيار العزلة والإنكفاء عن الناس والمجتمع وما يؤدي في النهاية إلى الإقدام على الإنتحار.
وتضمن بيان شعبة المعلومات الأخير جملة نقاط تهدف إلى نشر التوعية المجتمعية.
وكانت هذه الألعاب محل إهتمام عربي ودولي مؤخرًا بعد حصول عدة حالات إنتحار بين المراهقين في الجزائر حيث أقدم طفلان على الإنتحار بعد الإدمان على لعبة الحوت الأزرق كما تسببت هذه اللعبة بانتحار الطفلة أنجلينا دافيدوفا، 12 عاماً، بعدما ألقت بنفسها من الطبقة الرابعة عشرة بروسيا، والطفلة فيلينا بيفن، 15 عاماً، التي قفزت من الطبقة الثالثة عشرة بمنزلها في أوكرانيا وتوفيت على الفور، كما توفيت الطفلة خلود سرحان العازمي، 12 عاماً، في السعودية بسبب اللعبة نفسها.
وفي الإمارات قرر النائب العام بالإمارات المستشار حمد الشامسي، يوم أمس حجب ألعاب إلكترونية على شبكة الإنترنت، ومنها لعبتا الحوت الأزرق ومريم، اللتان اتهمتا بالتسبب في إنتحار أطفال في مختلف أنحاء العالم.
وقال مكتب النائب العام في بيان، أنه تقرر حجب مواقع بعض الألعاب الإلكترونية على شبكة الإنترنت ومنها ألعاب رويلوك وصديقتي كايلا والحوت الأزرق وسحابة الحيوانات الأليفة ومريم.
ويأتي القرار "بعد تلقي النائب العام معلومات، إستدعت التحري عن تلك الألعاب والمواقع التي تبثها، وطبيعتها".
وثبت من التحري أن "هذه الألعاب تستهدف المجتمع خصوصا شريحة صغار الشباب، ومن خلالها يتم إختراق بياناتهم الشخصية، وتفاصيل حياتهم وعائلاتهم، وتدفعهم إلى سلوكيات وأفعال غريبة وشاذة، وتهدد حياتهم بدرجة عالية الخطورة بعد السيطرة عليهم فكريا، ما يعد ظاهرة تهدد المصلحة العامة".

إقرأ أيضًا: تغريدة مفبركة تحدث بلبلة بين الجمهور الشيعي والقوات ... من المسؤول؟

ما هي لعبة الحوت الأزرق:

"الحوت الأزرق" أو The Blue Whale هي أحدث لعبة انتحارية، وهي تستمر لمدة 50 يومًا، وتقوم على أساس تكليف اللاعب بمهام يومية مُعينة حتى تجد أن الإنتحار لا مفر منه، أنشأها طالب علم نفس مريض، مفصول من كليته، يدعى "فيليب بودكين".
وأثارت اللعبة فضول الكثيرين لمعرفة ماهيتها وكل تفاصيلها، وتتضمن اللعبة خمسين خطوة أو مرحلة على مدى خمسين يومًا.
حيث تنقسم المراحل أو المهمات الخمسون إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة لها تأثير نفسي مُحدد يؤهلك للوصول لما بعدها، فمن المهمة رقم (1 إلى 9) تسمى بمرحلة "الحثّ" وهي تكون مجموعة من الطلبات البسيطة العادية وغير المُضرة أو بمعنى آخر تؤكد لك أنك أصبحت حوتًا أو مُشتركاً باللعبة، ثم المجموعة الثانية وتسمى "التعوّد"، وهي تكون مهام متوسطة الصعوبة لإختبار مدى جدية وقدرة اللاعب، وأخيرًا المجموعة الثالثة، وهي "التأهيل" لتكون جاهزًا للإنتحار.
وهذه هي الخمسون مرحلة أو التحدّي، وفق ما نشر موقع "heavy" الأمريكي:
1- تحت عبارة f57 أو رسم حوت أزرق على يد الشخص أو ذراعه باستخدام أداة حادة ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من المصداقية.
2- الاستيقاظ عند الساعة 4:20 صباحًا ومشاهدة مقطع فيديو به موسيقى غريبة تترك اللاعب في حالة كئيبة.
3- عمل جروح طولية على ذراع المتحدي.
4- رسم حوت على قطعة من الورق.
5- كتابة "نعم" على ساق الشخص نفسه إذا كان مستعدًا ليكون حوتًا.
6- مهمة سرية (تختلف المهمة من شخص لآخر).
7- كتابة رسالة معينة على ذراع الشخص.
8- كتابة "بوست" على "السوشيال ميديا" عن كونه حوتًا أو أصبح عضوًا تابعاً لها.
9- التغلب على الخوف.
10- الاستيقاظ الساعة 4:20 فجرًا والوقوف على سطح منزلك.
11- نحت حوت على يد شخص معين، بالسكين.
12- مشاهدة أشرطة فيديو مخيفة كل يوم.
13- الاستماع إلى موسيقى يرسلها الشخص المسؤول عنك من اللعبة ويعطيك الأوامر.
14- قطع الشفاه.
15- شك ذراع الشخص بواسطة إبرة خاصة.
16- إيذاء النفس أو محاولة جعلها تمرض.
17- الذهاب إلى سقف الحائط والوقوف على الحافة.
18- الوقوف على جسر أو كبري.
19- تسلق رافعة أو سلم عالٍ.
20- في هذه الخطوة يتحقق المسؤول عنك في اللعبة إن كنت جديرًا بالثقة وتستحق الاستمرارية أم لا؟
21- التحدث مع "الحوت" عبر الأسكايب وهو الشخص المسؤول عنك في اللعبة.
22- الجلوس على السطح من جديد مع ضرورة ترك الساقين خارج حافة السطح أي في الهواء.
23- وظيفة سرية أو مهمة خاصة.
24- رحلة سرية في الشارع على سبيل المثال، جرح شخص لا تعرفه أو إيذاء امرأة.
25- الاجتماع مع "الحوت".
26- تعيين اللاعب مسؤولًا وإتاحة رؤية موت متسابقين آخرين له.
27- زيارة السكك الحديدية.
28- عدم التحدث إلى أي شخص طوال اليوم وعدم استخدام "السوشيال ميديا".
29- حلف اليمن أو القسم على كونه أصبح حوتًا.
30 إلى 49 بعد هذه الخطوات تأتي المراحل التي تحتوي على مشاهدة أفلام الرعب والاستماع إلى موسيقى إيحائية، والتحدث إلى الحوت.
50-المهمة الأخيرة وهي الانتحار بالقفز من المبنى أو بالطعن بسكين.

إقرأ أيضًا: في زمن القتل والإرهاب هل أصبح الشيخ الجوهري هدفًا مشروعًا للتصفية؟
وقد بدأ الحديث عن اللعبة في مايو أيار من عام 2016 إثر تحقيق قامت به صحيفة نوفايا غازيتا التي اهتمت بظاهرة الانتحار في صفوف المراهقين الروس.
وحين عكفت الصحيفة على دراسة الإحصائيات، وجدت أن أكثر من مئة طفل روسي انتحروا بين تشرين الثاني نوفمبر 2015 ونيسان أبريل 2016 وكانوا جميعهم أعضاء في مجموعات افتراضية على علاقة بلعبة الحوت الأزرق بشكل أو بآخر.
وقد لفتت هده الظاهرة انتباه هيئة تحقيق روسية سارعت للقبض على أشخاص يشتبه في إشرافهم على مجموعات افتراضية حيث وجهت لهم تهمة التحريض على الانتحار.
وبتعليمات من الإدارة الروسية لمراقبة الشبكة العنكبوتية، اضطرت إدارة موقع في كونتاكت للتواصل الاجتماعي إلى حذف عدة صفحات ورسائل تحمل وسم #الحوت_الأزرق بالإضافة إلى كلمات وعبارات مثل "أزرق"، "بحر من الحيتان" و"العب اللعبة" و بيت هادئ.
كما قامت بحظر أصحاب الحسابات لدى في كونتاكت الذين استعملوا هذه الوسوم. ومن هنا بدأ الاهتمام بهذه اللعبة في الانحسار.
بعد أشهر، لاحظ المركز الروسي الحكومي المختص في تكنولوجيا الانترنت ارتفاعا في عدد الرسائل التي تحمل تلك الهاشتاغات.
حيث كانت تظهر كل دقيقة على موقع إنستغرام ليبلغ العدد نحو 45 ألف رسالة بهذا المحتوى.
واللافت أن تلك الرسائل كانت تنشر انطلاقا من حسابات وهمية تم فتحها قبل أيام من البدء في نشر تلك الرسائل.
واعتبر أحد الخبراء الروس يدعى ييفغيني فينيديكتوف: "إن حشو العقول بمثل هذه الأمور ليس وليد الصدفة ولا عمل شخص مجنون، إنه خلاصة جهود مجموعة كبيرة من الأشخاص ينتمي جميعهم إلى مركز ما، لكن، من يكون؟ كل السؤال يكمن هنا."
ويضيف الخبير " من الصعب الوصول إلى هؤلاء الأشخاص لكن كل الاحتمالات ممكنة. حتى أنه يمكن تصور أنه صنيعة الأجهزة الاستخبارية الغربية التي تقوم بتجارب في مجال التلاعب بالجماهير."
وفي فرنسا سبق ونشرت الشرطة الفرنسية نداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحذر فيه من لعبة جديدة خطرة آتية من روسيا وتستهدف المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما. لأن اللعبة أصبحت تثير خوف وقلق الأولياء وأساتذة المدارس وقوات الأمن أيضا.
كما ذكرت مجلة نسائية فرنسية أن وزارة التعليم في فرنسا قد دعت كل رؤساء المناطق التعليمية إلى توخي الحذر لأن لعبة الحوت الأزرق قد وصلت فرنسا.
كما ذكرت مجلة لونوفيل أوبسيرفاتور أن جمعية تهتم بمكافحة التحرش الافتراضي تلقت العديد من الاتصالات من قبل أولياء قلقين.
وقد شبه مسؤولون فرنسيون الخطر المترتب عن هذه اللعبة بخطر الانضمام إلى جماعات متطرفة. وكلهم أجمعوا أن الظاهرة بمثابة حملة واسعة النطاق وليست حالات فردية لكن المشكلة هي في عدم معرفة من يقف وراءها.
ولم تكن فرنسا وحدها مسرحا لهذه الظاهرة. فقد انتشرت اللعبة في بلدان مثل بلغاريا والمجر ورومانيا وبولندا.