أنهى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جولته الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي يوم أمس وعند مغادرة بروكسل أكد على أنه لا يتوقع أن تختار أوروبا إيران على أوروبا.
وبالرغم من نظرة ظريف الواقعية إلى الدور الأوروبي في الحؤول دون تنفيذ العقوبات الأميركية إلا أن الوقوف بوجه الغطرسة الأميركية أصبحت حاجة أوروبية بقدر ما هو حاجة إيرانية.
ذلك لأن كرامة الأوروبيين مهددة من قبل الرئيس ترامب أكثر من أي وقت مضى حيث أن الأخير يعامل العالم وحتى الأوروبيين معاملة العبيد وليس دول مستقلة ذات سيادة.
فمنذ الشهور الأولى لوصوله إلى البيت الأبيض اتجه ترامب إتجاها أحاديا يلغي من حساباته موقف الحلفاء الأوروبيين. فقبل عام أعلن ترامب انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ ما أثار استياء الأوروبيين. وخلال الأشهر الماضية أقر ترامب رسوما جمركية على واردات الألمنيوم والحديد وقرع طبول حرب تجارية ضد أوروبا والصين ما دفعهما بوضع تدابير مضادة.
إقرا أيضا: انستاغرام أغلق حساب قاسم سليماني وهذا هو السبب
ولكن إنسحاب ترامب من الإتفاق النووي له وقع سياسي أكبر وأهم بالرغم من تأثيره الخفيف على العلاقات الإقتصادية مع أوروبا.
نعم هناك شركات أوروبية عملاقة على غرار توتال وإيرباص سوف تتضرر بتنفيذ العقوبات الأميركية ولكن الأهم من تلك الأضرار هو الأضرار التي تلحق موقع أوروبا كمجموعة دول متقدمة أمام الغطرسة الأميركية ولهذا تحاول أوروبا إنقاذ كرامته أساسا عبر إنقاذ الإتفاق النووي ووضع حد لتلك الغطرسة.
ثم إن هناك موضوعا أمنيا يدفع أوروبا الى اتخاذ إجراءات جدية لإنقاذ الإتفاق النووي وتشجيع إيران على الإبقاء على الإتفاق النووي وهو أن انسحاب إيران من الاتفاق النووي يفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط ويخلق أزمات كبيرة وكثيرة منها أزمة اللاجئين التي ستدفع أوروبا تكاليفها كما دفعت خلال أزمة اللاجئين السوريين بحكم الجوار وحتى تركيا استخدمت ورقة اللاجئين للضغط على الدول الأوروبية بينما الولايات المتحدة محصنة من تلك الأخطار.
ويبدو أن أوروبا تدافع عن نفسها عندما تعارض القرار الأميركي في الإنسحاب من الإتفاق النووي.
ويوم الجمعة القادم سيتخذ الرؤساء الأوربيون إجراءات مشجعة ومحفزة لعدم إنسحاب إيران من الإتفاق النووي.